ما بعد التعداد
أحمد حسن الزعبي
لكن نتمنى الا يذهب تعب «الباحثين» سدى ، اتمنى الا يضيع جهد أكثر من 23 الف باحث احصائي بالبيروقراطية ورمي النتائج على الرفوف كما هو الحال في كل عمليات البحث والتدقيق بدءاً من تقرير ديوان المحاسبة وانتهاء بــ»آي باد» الباحث الذي يجوب فيه البيوت والمساكن ، بمعنى أوضح ، نتمنى الا تصبح نتائج التعداد مثل شهادة خلو الأمراض التي نستخرجها للوظيفة...لا المانح «يفحص» ولا الطالب «يدقق»..وبالتالي تصبح اجراء روتينياً يجرى لاستكمال المعاملة لا أكثر...
ليس المهم اجراءات التعداد الذي سيجري نهاية هذا الشهر، فهو سينجح حتماً وستكون نتائجه قريبة ودقيقة من الرقم الحقيقي للسكان والمساكن والمقيمين باستخدام تقنيات التعداد الحديثة والربط الاليكتروني، لكن الأهم ما بعد التعداد..فقد مللنا التخطيط القائم على «الغميض» والتنفيذ القائم على «الغميض» وكلام «الغمّيض».. لأن العالم «مفتّح» و لا يفهم الآن الا لغة الأرقام فإذا كنا لا نملكها فإننا لا نفهم لغة العالم ولا نفهم على انفسنا حتى...
النتائج التي ستظهر من التعداد القادم يجب ان تكون «مفكّرة» بشرية تعود اليها الدولة في كل خطوة تخطوها من توسعة مدن واعادة النظر بالبنى التحتية وتحديد الاكتظاظات السكانية والمتعطّلين عن العمل وعدد المقيمين واللاجئين لنعرف كيف نخاطب الدول المانحة...اذا لم يكن لديك رقم تتحدث فيه بوضوح ...سوف تبقى «تهيجن» بعموميات لا تقنع حتى جدتي..
الرأي.