الأسد وداعش اولا
د. حسن البراري
جو 24 : ما أن سمع بشار الأسد عن التفجيرات الإرهابية في فرنسا حتى سارع بتوجيه نقد شديد لسياسات فرنسا والتي وصفها بأنها سياسات «خاطئة» أسهمت في إنتاج الإرهاب.
وبهذا المعنى، وجد بشار الأسد ضالته المنشودة في الإرهاب (الذي أسهم في تغذيته) لعرض خدماته على الغرب مقابل غض الطرف عما يقوم به. والحق أن الأسد سبق وأن عرض خدماته على إسرائيل نفسها عندما صرح مقربون منه في عام 2012 بأن سقوط نظام بشار سيؤثر سلبا على أمن إسرائيل! ولم يتوقف الأمر على الأسد المحاصر، بل سارع المؤيدون له من إيرانيين وروس إلى اظهار الشماتة وكأن فرنسا تستحق ما جرى لها لأنها لم تؤيد سياسات الأسد في تقتيل السوريين وتحويل سوريا إلى أرض يستبيحها الإيرانيون وروسيا ومليشيا حزب الله وكل اصناف المليشيات التي تقف مع الأسد ضد الشعب السوري المطالب بالتحرر والاستقلال.
بالنسبة إلى إيران وروسيا وحزب الله وبشار الأسد فإن القضية برمتها مختزلة بوجود إرهابيين تكفيريين يجب القضاء عليهم مع أنه لا يخفى على المراقب أن جل الضربات الروسية وكذلك العمليات التي تشرف عليها إيران وحزب الله تستهدف فقط المعارضة المعتدلة التي لا تلتقي لا مع بشار الأسد ولا مع داعش. فهذه القوى تؤمن بأن استخدام القوة العسكرية المثابرة والمدمرة ستجبر كل أطراف الصراع في نهاية الأمر على القبول بالشروط الإيرانية الروسية في الحل السياسي.
من هنا لا يمكن أن نتوقع تغيرا في الموقفين الروسي والإيراني إلا إذا تغيرت الموازين العسكرية على أرض الميدان بشكل يرفع من كلفة الاحتلالين الإيراني والروسي لجزء من سوريا.
لنكن واضحين، الموقف الإيراني ثابت ويرى بأن هناك امكانية حسم الصراع عسكريا، وعلى الأرجح لن توافق طهران على أي حل سياسي للأزمة إلا إذا تضمن هذا الحل على ضمانات قوية بتبعية سوريا لطهران وإلا فإن إيران ستكتفي بجزء من سوريا تابع لها. وكل الحديث عن البراغماتية الإيرانية لا يصمد أمام ما تقوم به إيران على أرض الواقع، لذلك يتعين على الطرف الآخر من الصراع أن يتفهم عقلية إيران ويعمل على تغيير الموازين العسكرية وهو أمر ليس صعبا على دول إقليمية هامة بعضها قام بالتهديد العلني بأن التغيير قادم إن لم يكن سلما فليكن حربا.
وحتى يتحقق للأسد وأنصاره ما يرنون إليه يوظف الأسد وحشية داعش ويستخدمها كفزاعة لتخويف الغرب وكأن مليشيات الأسد ليست إرهابية! والحق أن هناك تلازما واضحا بين داعش ونظام الأسد وحالة من الاعتمادية المتبادلة التي شكلت أحد ثوابت الأزمة، فالأسد وداعش يدركان أن بقاء كل واحد منهما يعزز من فرص بقاء الآخر. وفي السياق ذاته جاءت الهجمات الإرهابية في باريس لتعطي الأسد وأعوانه مزيدا من الذخيرة في لعبة العلاقات العامة. لكن قد ينقلب السحر على الساحر، فآمال روسيا وإيران في أن تغير فرنسا موقفها من بشار في اعقاب الهجمات الإرهابية على باريس ستفشل، فالرئيس الفرنسي الذي أعلن أنه سيتحالف مع روسيا إن هي ركزت قتالها على داعش في الرقة لا يرى بأن بقاء الأسد ثمنا مقبولا مع أن احدا لا يشترط رحيل الأسد مقدما. والرئيس هولاند أكد بأنه وإن كانت داعش عدولا لفرنسا فإن الأسد ليس «مخرجا» للحل، فواهم من يعتقد أن بقاء الأسد هو الثمن للقضاء على داعش.
يخسر المجتمع الدولي أخلاقيا إن هو قبل بما تحاول روسيا وإيران الترويح له وهو إبقاء الأسد حتى يتم التمكن من انهاء تنظيم داعش، فالمسألة تقتضي القضاء على الجانبين وتمكين الشعب السوري من إقامة حكم ديمقراطي تشاركي لا يقصي أحدا وهو أمر ممكن أن تم الحاق هزيمة ماحقة بداعش والأسد معا. ربما تستمر إيران وروسيا لبرهة من الزمن في محاولة توظيف بشع للإرهاب لإعادة تأهيل بشار الأسد غير أن التلازم بين داعش والأسد هو أكثر وضوحا من الخداع الذي تمارسه إيران وروسيا وحزب الله. وهذا الأمر تعرفه فرنسا جيدا وربما سترفض فرنسا دعوة الأسد للتعاون الاستخباري وبخاصة أن الأسد اشترط أن تغير فرنسا من سياستها في سوريا وهو أمر مستبعد تماما في ظل تطور الأوضاع وقد لا تقبل فرنسا أن تستجيب لشروط رجل يطالب العالم كله برحيله لأسباب أخلاقية وسياسية أيضا.
وبهذا المعنى، وجد بشار الأسد ضالته المنشودة في الإرهاب (الذي أسهم في تغذيته) لعرض خدماته على الغرب مقابل غض الطرف عما يقوم به. والحق أن الأسد سبق وأن عرض خدماته على إسرائيل نفسها عندما صرح مقربون منه في عام 2012 بأن سقوط نظام بشار سيؤثر سلبا على أمن إسرائيل! ولم يتوقف الأمر على الأسد المحاصر، بل سارع المؤيدون له من إيرانيين وروس إلى اظهار الشماتة وكأن فرنسا تستحق ما جرى لها لأنها لم تؤيد سياسات الأسد في تقتيل السوريين وتحويل سوريا إلى أرض يستبيحها الإيرانيون وروسيا ومليشيا حزب الله وكل اصناف المليشيات التي تقف مع الأسد ضد الشعب السوري المطالب بالتحرر والاستقلال.
بالنسبة إلى إيران وروسيا وحزب الله وبشار الأسد فإن القضية برمتها مختزلة بوجود إرهابيين تكفيريين يجب القضاء عليهم مع أنه لا يخفى على المراقب أن جل الضربات الروسية وكذلك العمليات التي تشرف عليها إيران وحزب الله تستهدف فقط المعارضة المعتدلة التي لا تلتقي لا مع بشار الأسد ولا مع داعش. فهذه القوى تؤمن بأن استخدام القوة العسكرية المثابرة والمدمرة ستجبر كل أطراف الصراع في نهاية الأمر على القبول بالشروط الإيرانية الروسية في الحل السياسي.
من هنا لا يمكن أن نتوقع تغيرا في الموقفين الروسي والإيراني إلا إذا تغيرت الموازين العسكرية على أرض الميدان بشكل يرفع من كلفة الاحتلالين الإيراني والروسي لجزء من سوريا.
لنكن واضحين، الموقف الإيراني ثابت ويرى بأن هناك امكانية حسم الصراع عسكريا، وعلى الأرجح لن توافق طهران على أي حل سياسي للأزمة إلا إذا تضمن هذا الحل على ضمانات قوية بتبعية سوريا لطهران وإلا فإن إيران ستكتفي بجزء من سوريا تابع لها. وكل الحديث عن البراغماتية الإيرانية لا يصمد أمام ما تقوم به إيران على أرض الواقع، لذلك يتعين على الطرف الآخر من الصراع أن يتفهم عقلية إيران ويعمل على تغيير الموازين العسكرية وهو أمر ليس صعبا على دول إقليمية هامة بعضها قام بالتهديد العلني بأن التغيير قادم إن لم يكن سلما فليكن حربا.
وحتى يتحقق للأسد وأنصاره ما يرنون إليه يوظف الأسد وحشية داعش ويستخدمها كفزاعة لتخويف الغرب وكأن مليشيات الأسد ليست إرهابية! والحق أن هناك تلازما واضحا بين داعش ونظام الأسد وحالة من الاعتمادية المتبادلة التي شكلت أحد ثوابت الأزمة، فالأسد وداعش يدركان أن بقاء كل واحد منهما يعزز من فرص بقاء الآخر. وفي السياق ذاته جاءت الهجمات الإرهابية في باريس لتعطي الأسد وأعوانه مزيدا من الذخيرة في لعبة العلاقات العامة. لكن قد ينقلب السحر على الساحر، فآمال روسيا وإيران في أن تغير فرنسا موقفها من بشار في اعقاب الهجمات الإرهابية على باريس ستفشل، فالرئيس الفرنسي الذي أعلن أنه سيتحالف مع روسيا إن هي ركزت قتالها على داعش في الرقة لا يرى بأن بقاء الأسد ثمنا مقبولا مع أن احدا لا يشترط رحيل الأسد مقدما. والرئيس هولاند أكد بأنه وإن كانت داعش عدولا لفرنسا فإن الأسد ليس «مخرجا» للحل، فواهم من يعتقد أن بقاء الأسد هو الثمن للقضاء على داعش.
يخسر المجتمع الدولي أخلاقيا إن هو قبل بما تحاول روسيا وإيران الترويح له وهو إبقاء الأسد حتى يتم التمكن من انهاء تنظيم داعش، فالمسألة تقتضي القضاء على الجانبين وتمكين الشعب السوري من إقامة حكم ديمقراطي تشاركي لا يقصي أحدا وهو أمر ممكن أن تم الحاق هزيمة ماحقة بداعش والأسد معا. ربما تستمر إيران وروسيا لبرهة من الزمن في محاولة توظيف بشع للإرهاب لإعادة تأهيل بشار الأسد غير أن التلازم بين داعش والأسد هو أكثر وضوحا من الخداع الذي تمارسه إيران وروسيا وحزب الله. وهذا الأمر تعرفه فرنسا جيدا وربما سترفض فرنسا دعوة الأسد للتعاون الاستخباري وبخاصة أن الأسد اشترط أن تغير فرنسا من سياستها في سوريا وهو أمر مستبعد تماما في ظل تطور الأوضاع وقد لا تقبل فرنسا أن تستجيب لشروط رجل يطالب العالم كله برحيله لأسباب أخلاقية وسياسية أيضا.