وضحة 2015
أحمد حسن الزعبي
ما ينطبق على «السيارات» ينطبق على «الإعلام» و»لغة الخطاب» و الدراما وكل شيء...فلكل زمان هناك «حزمة « خاصة فيه تولد معه وتناسب تطوره و معطياته..
تفاجأت قبل يومين أن التلفزيون الأردني – الحبيب- عاد يبث مسلسل وضحة وابن عجلان بنسخته الأولى من جديد...وتفاجأت بأن سلوى سعيد ما زالت تتكئ على وسائد الشيخ «يسوف شعبان» بشارب اصطناعي خفيف وحاجبين مخطوطين «بالشعرة» وتتقمص دور البدوي ونحن في 2015..اعطوني بدويا واحدا بهذه النعومة وصفاء البشرة وخدود تفاحية منذ ان خلق الله الصحراء وأنا سأقدم هجرة الى بوركينافاسو فوراً!!!..
في البداية توقعت أنها مجرّد لقطة عابرة من «ذاكرة التلفزيون» لكنني تيقّنت عندما عدت الى عرض البرامج ، انها الحلقة الثامنة من المسلسل...وضحة وابن عجلان بنسخته الأولى انتج عام 1975 أي قبل 40 عاماً بالتمام والكمال..ثم انتج ثانية عام 2007 ولا أستبعد إعادة إنتاجه عام 2020 إذا توقّف إبداعنا عند هذا الحدّ...
وليعذرني القائمون على التلفزيون ، لا أدري حتى اللحظة ما المدهش بهذا الانتاج غير انه من بواكير إنتاجنا المحلي...يعني المسلسل لا يتكلّم عن قصة كفاح ضد الاستعمار ،ولا يتناول حقبة تاريخية مفصلية في حياة الأردن تذكّر الأجيال الجديدة ، ولا هو مثل فيلم الرسالة يحمل رسالة...هو مجرد مسلسل يحمل قصة عاطفية حدثت وانتهت...كانت جميلة في وقتها...لكنها لم تعد جميلة ولا مثيرة في وقتنا...
حتى اللحظة لا أدري لم يقم التلفزيون –الذي أكن لإدارته كل الحب والتقدير- بإعادة بث هذا المسلسل..فمن تعلّق بالقصة ووعي على مسلسل وضحة وابن عجلان بنسخته الأولى جلّهم انتقلوا الى الرفيق الأعلى ، ومن بقي منهم يخونه السمع والابصار والزهايمر بسبب كبر السن وبالتالي لن يستمتع بالمشاهدة وبعضهم لو تحضر له «ابن عجلان» شخصياً وتجعله يقف فوق رأسه فإنه لن يهتم به بسبب تكاثر الأمراض ووهن الجسد...اذاً من بقي يهتم بهذا المسلسل لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ، وبالتالي نستطيع أن نوزّع عليهم حلقات المسلسل على شكل «سي دي» أو تعزمهم جميعاً في بيتي على مردد او «كباب» ونحضرهم جميع الحلقات في يوم واحد ونعتق رقاب 6 ملايين مشاهد من أحداث هذا المسلسل الأزلي..
وغطيني يا وضحة ما فيش فايدة
(الرأي)