الأحزاب.. هل هي ضرورة ؟
د. زيد حمزة
جو 24 : على مدى القرنين الماضيين على الاقل، وفي معظم دول العالم رسخ في الفهم السياسي السائد وبعد التجارب البشرية المتراكمة أن التعددية وتداول السلطة كمبدأين اساسيين من مبادئ الديمقراطية لا يتحققان على ارض الواقع الا بوسائل وادوات وروافع من بينها بل في مقدمتها الاحزاب السياسية لانها القادرة عملياً على التعبير عن الفكر الجماعي المنظم وبلورته في برامج مدروسة تسعى لتحقيقها، ولأنها المنبر الرئيسي للمعارضة التي تراقب السلطة التنفيذية وتضغط عليها لتحقيق مطالب الناس.. أما عن نشوء الاحزاب وليس بقرار حكومي فلعلنا نذكر تاريخياً كيف ولدت في بلاد ديمقراطية عريقة من رحم الاحداث والظروف الاجتماعية والسياسية كاحزاب المحافظين والاحرار والعمال في بريطانيا، واحيانا بعد نضال مرير كحزب المؤتمر في الهند بقيادة نهرو وفكر غاندي ، وحزب الوفد في مصر برئاسة سعد زغلول، واخيراً لا آخراً حزب المؤتمر الوطني في جنوب افريقيا بزعامة اسطورة الصمود نيلسون مانديلا..
ونذكر بالمقابل كيف حاولت انظمة غير ديمقراطية الالتفاف على هذا المتطلب الديمقراطي بانشاء احزاب تناسبها لتعمل حسب مشيئتها كما فعلت مصر في سبعينات القرن الماضي باختراع المنابر السياسية الثلاثة، اليمين واليسار والوسط، وقد فشلت التجربة وماتت في مهدها، وكما فعلت بعد ذلك في عهد مبارك باختراع قانون للاحزاب كان مقصوداً ألا يبرز من خلاله سوى الحزب الوطني فكان حزب الحكومة الذي لاقى مصيره في ثورة 25 يناير 2011 !
وبعد.. صحيح ان الاحزاب في بعض الدول قد سيطرت عليها القوى الاجتماعية المتنفذة صاحبة المصالح الاقتصادية الكبرى فهيمنت من خلالها بذلك على مجمل النشاط السياسي الفاعل بما في ذلك برلماناتها حتى تقلص المعنى الحقيقي لتداول السلطة في بلد كبير كالولايات المتحدة على سبيل المثال لا الحصر فأصبح بدل ذلك حكراً على حزبين او ثلاثة رغم وجود عدد كبير غيرها، لكن هذا لم يحبط القوى الديمقراطية او يمنعها من مواصلة النضال بطريقة دستورية وسلمية لاجل المحافظة على استقلال احزابها وقيامها بوظائفها الاساسية ثم الاستمرار في تطويرها لكي تتناسب مع متغيرات السياسة المحلية والدولية، مستفيدةً في مسعاها من تجارب وخبرات احزاب اخرى نجحت في تحقيق اهدافها وزادت من انتشارها في صفوف مواطنيها لانها كانت تعبر بصدق عما في ضمائرهم وتستبسل في الدفاع عن حقوقهم..
(الرأي)
ونذكر بالمقابل كيف حاولت انظمة غير ديمقراطية الالتفاف على هذا المتطلب الديمقراطي بانشاء احزاب تناسبها لتعمل حسب مشيئتها كما فعلت مصر في سبعينات القرن الماضي باختراع المنابر السياسية الثلاثة، اليمين واليسار والوسط، وقد فشلت التجربة وماتت في مهدها، وكما فعلت بعد ذلك في عهد مبارك باختراع قانون للاحزاب كان مقصوداً ألا يبرز من خلاله سوى الحزب الوطني فكان حزب الحكومة الذي لاقى مصيره في ثورة 25 يناير 2011 !
وبعد.. صحيح ان الاحزاب في بعض الدول قد سيطرت عليها القوى الاجتماعية المتنفذة صاحبة المصالح الاقتصادية الكبرى فهيمنت من خلالها بذلك على مجمل النشاط السياسي الفاعل بما في ذلك برلماناتها حتى تقلص المعنى الحقيقي لتداول السلطة في بلد كبير كالولايات المتحدة على سبيل المثال لا الحصر فأصبح بدل ذلك حكراً على حزبين او ثلاثة رغم وجود عدد كبير غيرها، لكن هذا لم يحبط القوى الديمقراطية او يمنعها من مواصلة النضال بطريقة دستورية وسلمية لاجل المحافظة على استقلال احزابها وقيامها بوظائفها الاساسية ثم الاستمرار في تطويرها لكي تتناسب مع متغيرات السياسة المحلية والدولية، مستفيدةً في مسعاها من تجارب وخبرات احزاب اخرى نجحت في تحقيق اهدافها وزادت من انتشارها في صفوف مواطنيها لانها كانت تعبر بصدق عما في ضمائرهم وتستبسل في الدفاع عن حقوقهم..
(الرأي)