jo24_banner
jo24_banner

حقيبتي

أحمد حسن الزعبي
جو 24 :



كان كلما يرتفع صوت رمي «الكنادر» أو طرق الخزان «بدبش» او خلع الابواب، او تعالت الشتائم المناطقية اقصد (من الزنار وتحت) ..نعرف ان «زهدية» قد ورطّت زوجها «علي» بمشاجرة لا على البال ولا على الخاطر..ولأن الحجة»زهدية» تعرف قدرات زوجها جيداً وبنيته المتواضعة فقد كانت تركض بعد «الوسوسة» مباشرة الى المارين في الطريق ترجوهم ان يفزعوا لــ»علي»..علهم يستطيعون أن ينقذوا ما يمكن إنقاذه من هذا الكائن «المستفزّ»..
أسباب الشجار غالباً تافهة...بينما لسان تحريضها دائماً حاد ) :في ولد متشعبط ع شجرة «الاسكدنيا» عندك اياه ، ابن «فوزية» شقط الفطبول على شباك المضافة وبعدك قاعد؟ دار ابو يحيى مركبين ماتور وبشفطوا مية السلطة..شلون بدنا نشرب؟! وغيرها) ..ولأن الحجي سريع الانفعال كان يرفع سرواله الى تحت ابطيه..ويذهب تجاه الجهة المحرّض اليها بعد ان يطفىء ماكنة التفكير ويغلق صمامات الحكمة... وفجأة يتعالى الصراخ، ثم يبدأ رمي «الصرامي» من النافذة وقذف خزانات المياه بالدبش..يليه صوت نسائي متشعب يصيح متسنجداً: «اويلي ذبحوا علي»...فنعرف ان زهدية عادت للوسوسة ثانية...
الكروكة الأولية التي كان يقوم بها الجيران غالباً ما كانت تكشف عن خسائر فادحة من جانب الحاج علي ..»حفنة ازرار» مقطعة ، جيبة ممزوعة، خمش «من الاذن للحنك»،و «زحط» بالخشم..ودماء ترشح من الركبتين....هذا بالاضافة الى «التلبيسة» الأمامية لأسنان المغدور التي يصر ان يقبض عليها حتى نهاية الهوشة ليعيد تركيبها ثانية...
***
تذكرت زهدية..عندما قرأت أن ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بعد ان»هبّرت» و»طبّشت» زوجها سياسياً وتاريخيا..وعرّته تماماً امام شعبه بسبب «وسوساتها» و»بزنسها» الجشع.....تستعد هذه الأيام لنشر مذكراتها في كتاب سيحمل عنوان»حقيقتي»...ولا أدري لماذا تخيّلت ان اسم «حقيبتي» سيكون اكثر واقعية لو اختارته عنواناً لكتابها..سيما انها لم تترك «ذبلة» او خاتماً او دولاراً طائشاً أو فص فضة الا «ودحشته بحقيبتها»!! وغادرت ..عن اي «حقيقة» ستتحدث هذه السيدة التي اختصرت وطنها «بحقيبة»..عن أي (حقيقتها) ستحكي ليلى..وقد حزمت(حقيبتها) وهربت فور ان كشف الجياع عن جدران بطونهم الخاوية..

الرأي
تابعو الأردن 24 على google news