رفقا يالشباب ايضا..
حسين الرواشدة
جو 24 : هذه الدعوة ليست من عندي ، فقد صكها بامتياز أحد الطلبة في جامعاتنا الاردنية ، كان يحدثني عن واقع الشباب واحوالهم ، فانتهى الى ما يتعرضون له من قبل زميلاتهم في الجامعة من اعتداءات على حقوقهم - كذكور - من خلال عدم التزام بعضهن بالحشمة في اللباس ، وعدم مراعاة ما يثير غرائزهم ، وذكر لي ان المشكلة لا تنحصر في الجامعة - فقط - وانما نعاني منها في كل مكان ، خاصة في هذا الصيف الحار ، صحيح اننا مع حرية الفتاة - اضاف - ومع حقها في التعليم والعمل والمشاركة في الحياة ، الى جانب الرجل ، ولكن أليس لهذه الحرية من حدود؟ أليس من حقنا - كشباب - ان لا نتعرض - مكرهين - لهذه المشاهد التي تستفز مشاعرنا ، ولهذا العنف الجسدي الذي يلاحقنا اينما ذهبنا؟ يقولون لنا رفقاً بالقوارير ونحن نقول رفقاً بالخناشير ايضا.
لم اشعر بالصدمة مما قاله الشاب ، فأنا اعرف تماما ان ابناءنا - معظمهم ان شئت - يبحثون عن مناخات نظيفة تحصنهم من الوقوع في الخطأ ، وأعرف - ايضا - ان حالة التدين التي يعيشونها - اناثا وذكورا - تطمئننا على استقامتهم وسلامة اخلاقهم ، لكن ذلك لا يمنع من الدعوة الى مزيد من التحصين وممارسة التدين الصحيح ، ولا يمنع ايضا من مراعاة احوال هؤلاء الشباب من خلال اغلاق ابواب الاثارة التي قد تدفعهم الى الفاحشة - لا سمح الله - ، وقد لا يقتصر الامر على غياب الحشمة لدي بعض اخواتنا وبناتنا اللاتي اخذتهن الغفلة او التقاليد المغشوشة او طرائق المضاهاة والتقليد لما يصلنا من دور الموضة التي سلعت المرأة ، قلت لا يقتصر الامر على ما يفعله غياب الحشمة في اللباس من اثارة للشباب ، فقد اصبحت ابواب الشرور اوسع من ذلك ، ابتداء مما يتعرض له الشباب من اغراءات وفدت الينا عبر ثورة الاتصالات التي اجتاحت مجتمعاتنا ، او من مشكلات اجتماعية دفعتهم الى عدم القدرة على الزواج ، او حتى الالتزام بالعفة ، او اخرى اقتصادية انتهت بهم الى الانقلاب على القيم الفاضلة ، واللهاث خلف الكسب السريع ، او حتى الوقوع قي جرائم القتل والنصب والمخدرات.. الخ ناهيك عن المشكلات الاخرى سواء التي افرزتها الانسدادات السياسية ، او غياب العدالة في توزيع فرص العمل والتعليم ، او عدم قدرتنا على اجابة اسئلتهم وحاجاتهم ، او ادراجهم في دائرة الاتهام ومع انهم - في الغالب - ضحايا لاهمالنا وعجزنا وسوء تعاملنا وتقصيرنا - كمجتمع - تجاههم.
حين نقول رفقا بالخناشير من الشباب ، فاننا نقول - ايضا - رفقا بالقوارير ، فالمشكلة واحدة وان تعددت زاويا النظر ، والهدف واحد وان اختلفت وسائل الحل ، واذا كنا قد دعونا - سلفا - اخواتنا ان يشفقن على هؤلاء الشباب باخفاء زينتهن الا ما ظهر منها ، وان يشفقن على انفسهن من التعرض للأذى او التحرش او الاساءة بسبب ذلك ، فاننا ندعو اخواننا الشباب ايضا الى الالتزام بالاخلاق ، وتجنب الاساءة للبنات ، والترفع عن المعاكسات والتحصن من الوقوع في شرك الاغراءات.
هي - بالطبع - مجرد دعوات وامنيات ، لكن اين هي من واقعنا ، وكيف يمكن ان نحمي شبابنا وبناتنا ، ونعيد الاعتبار لقيمنا واخلاقنا؟ كيف نعيد الطريق امامهم للوصول الى العفة والفضيلة ، ونيسرها للخروج من منعرجات الرذيلة؟.
يا الله.. كم نحن بحاجة الى الهداية،
الدستور
لم اشعر بالصدمة مما قاله الشاب ، فأنا اعرف تماما ان ابناءنا - معظمهم ان شئت - يبحثون عن مناخات نظيفة تحصنهم من الوقوع في الخطأ ، وأعرف - ايضا - ان حالة التدين التي يعيشونها - اناثا وذكورا - تطمئننا على استقامتهم وسلامة اخلاقهم ، لكن ذلك لا يمنع من الدعوة الى مزيد من التحصين وممارسة التدين الصحيح ، ولا يمنع ايضا من مراعاة احوال هؤلاء الشباب من خلال اغلاق ابواب الاثارة التي قد تدفعهم الى الفاحشة - لا سمح الله - ، وقد لا يقتصر الامر على غياب الحشمة لدي بعض اخواتنا وبناتنا اللاتي اخذتهن الغفلة او التقاليد المغشوشة او طرائق المضاهاة والتقليد لما يصلنا من دور الموضة التي سلعت المرأة ، قلت لا يقتصر الامر على ما يفعله غياب الحشمة في اللباس من اثارة للشباب ، فقد اصبحت ابواب الشرور اوسع من ذلك ، ابتداء مما يتعرض له الشباب من اغراءات وفدت الينا عبر ثورة الاتصالات التي اجتاحت مجتمعاتنا ، او من مشكلات اجتماعية دفعتهم الى عدم القدرة على الزواج ، او حتى الالتزام بالعفة ، او اخرى اقتصادية انتهت بهم الى الانقلاب على القيم الفاضلة ، واللهاث خلف الكسب السريع ، او حتى الوقوع قي جرائم القتل والنصب والمخدرات.. الخ ناهيك عن المشكلات الاخرى سواء التي افرزتها الانسدادات السياسية ، او غياب العدالة في توزيع فرص العمل والتعليم ، او عدم قدرتنا على اجابة اسئلتهم وحاجاتهم ، او ادراجهم في دائرة الاتهام ومع انهم - في الغالب - ضحايا لاهمالنا وعجزنا وسوء تعاملنا وتقصيرنا - كمجتمع - تجاههم.
حين نقول رفقا بالخناشير من الشباب ، فاننا نقول - ايضا - رفقا بالقوارير ، فالمشكلة واحدة وان تعددت زاويا النظر ، والهدف واحد وان اختلفت وسائل الحل ، واذا كنا قد دعونا - سلفا - اخواتنا ان يشفقن على هؤلاء الشباب باخفاء زينتهن الا ما ظهر منها ، وان يشفقن على انفسهن من التعرض للأذى او التحرش او الاساءة بسبب ذلك ، فاننا ندعو اخواننا الشباب ايضا الى الالتزام بالاخلاق ، وتجنب الاساءة للبنات ، والترفع عن المعاكسات والتحصن من الوقوع في شرك الاغراءات.
هي - بالطبع - مجرد دعوات وامنيات ، لكن اين هي من واقعنا ، وكيف يمكن ان نحمي شبابنا وبناتنا ، ونعيد الاعتبار لقيمنا واخلاقنا؟ كيف نعيد الطريق امامهم للوصول الى العفة والفضيلة ، ونيسرها للخروج من منعرجات الرذيلة؟.
يا الله.. كم نحن بحاجة الى الهداية،
الدستور