ايلول
سألكَ أيلـولُ
أينَ الزَهرْ؟
وأين العبيرُ وأين الشجرْ؟
صباحُ الحياةِ...وروحُ الشبابِ
وأفراحُنا نحنُ نحنُ البشرْ
رقيقُ النسيمِ...ونبضُ العروقِ
ونورُ العيونِ...وحبُ المطرْ
تُرى أين تلك المروجُ الحسانُ
التي كان فيها ....يتوهُ النظرْ
وتلك الطيورُ وأعشاشُها
وأسرابُها...في الكرومِ الخُضُرْ
لقد كان في شدوِها...نغمة
تهزُ القلوبَ
تُذيبُ الحجرْ
تُعيدُ الحياةَ الى العاجزينَ
تُزيلُ من القلب...يأسَ الكِبرْ
فأين الطيورُ وألحانُها
والتي كان منها...يهابُ الوترْ
وتلك الليالي ...ليالي الهوى
عناقُ المحبين...طولُ السهرْ
وعطرُ المحبة...نبضُ القلوبِ
يفيضُ مع الليل فيضَ النَهَرْ
تُرى أين ليلُ النسيم العليلِ
لَكَمْ كان يُذكي...عبيرَ السَحَرْ
سألتُك أين الليالي الطوالُ
وأين النجومُ...وأين القمرْ؟
وعزمُ المضاء واقدامُهُ
وقهرُ المصاعبِ...رغم الخطرْ
وسحرُ الشباب...وأحلامهُ
على الدرب...دربِ النجاحِ الأغر
وغارُ الحراك على ثغرةِ
يعانقُ عز الطموحِ النظرْ
أُناشِدْكَ أين الشبابُ المهيبُ
وبسمتُهُ بسمةُ المُنتصرْ؟
بذورُ الطموحِ وزهرُ النجاحِ
ودربُ الكفاحِ ...وكأسُ الظَفرْ
تُرى أين ذا كُله قد...مضى
وكيف تولى...كلمحِ البصرْ
وأين الأماني وأين الروئ
تُرى أينَها...أين تلك الدُررْ؟
وأين الحصادُ...وأين الجَنى
لمن كان في دربه قد عُثر؟
فزهو الربيع وسحر الشباب
هشيماً أراه...ذوى واحتضرْ
وشدوُ الطيور...وعصفُ الطموح
أرى قد مضت...
ما لها من أثر
أأيلول أين الحياة التي
خَلت عند مطلعك المُكفَهر
أأيلول شمس الأفول الحزين
فتباً لوجهك أنى ظهرْ
