آخر الفرسان...

جو 24 :
ولكي نسلى
نتلهى بالفكرِ الثوريِّ... وبالتنظير
وبخوضِ معاركَ بين الاخوة مُفتعله
ننساقُ اليها دون عناءْ...نوقِدُها
بالفكر الغثِ
وبالتطبيلِ وبالتزميرْ
فتدورُ رَحاها ... معمعةً
في جلد الذات وجلد الغير
فتجُرُ علينا ويلاتٍ ودموعاً حرى...وديوناً
تدفعُها الامةُ...وفواتيرْ
كلُّ الافكار الثورية أفسدناها
وجعلناها...ترفاً عقلياً وتكايا
ونصوصاً صماءً سُلِبتْ
أسبابُ القدرة في التدبير
ومطايا
تحملنا يوما نحو الغايات...فنذبحها
عند الكرسي...بسيف الحكم بلا تأخير
أفسدناها فكراً فكراً
فارتدت تُفسدنا قوماً
أحزاباً شتى وجماعات... وجماهير
*******
ولكي ننسى
نتداوى بالورع الصوفي...وبالتسبيح وكشف الغيب
صرنا نتعاطاها سترا
وملاذَ هروبٍ...وعقاقيرْ
ننقادُ اليها منشغلين عن ألأعداء...فلا ندري
كيف هُزمنا
أو كيف تكون الحرب...نفير
نتهرب من تبعات الأمر بنفض الأيدي والتبرير
وبالتجريح...وبالتحريم وبالتكفير
ونهرول صوب المسجد...خمسا للصلوات مثابرةً
نتلو قرآنا عربياً
ونرتله في اليوم...كثير
نستذكر آياتٍ...نفهمها خطأً
تعجبنا فنرددها
نتناسى آيات تدعونا للاعداد والاستشهاد...
وللحرية والتحرير
*******
بورِكْتَ تُسطرُ ملحمةً... في الصبر
على ألم الأقصى
تروي زفرات الأرضْ
بدم الشهداءِ...مدادِ العزة والحرية والسؤد دْ
تتسامى فوق لهيب السوطِ...ونار الجرح وألم القيدْ
يتقاسمها أبناؤكِ بالعدل القسري...سواسيةً
ما بين شهيدٍ وفقيدٍ...وحبيسِ الخطوة و المرقدْ
ومُنتفضِ الروح...ومبعدْ
حين أناخ الكلُ...ركوعاً
أبناءُ العجزِ بنو يعرب
حجراً ويداً... تقِفُ الايامَ
على الثغر وحيداً أوحدْ
*******
بورِكتَ تنوبُ عن الامه
وعن الالوية...المعقوده
عن فرق الجند...الموؤدة
وعن الجحفل
أنت الأعزل
بورِكتَ بزند المنتفضينَ... تهز بليد مشاعرنا
تستنهض عزم ذوي الافكار... الرثةِ
في الجيل المقعدْ
الصبر جميل يا ألمي
سوطُ الجلاد له يومٌ
فيه الجلادُ على الأشها دِ به يُجلَد
والفجرُ سيطلُعُ مهما طال ظلام الليل
فلا تيأس
والمضبوعون طبولُ الغزو ستوقظهم
مهما عَظُمت حِيَلُ السَحَره
وفِعالُ عقاقير التخدير
ومراءُ شعارات التحرير
وتياهُ الغاية... والمُرشد
ونفاقُ الثعلب في نُسُكهْ...مهما صلى
أو مهما طاف ببيت الله...
يُقبِلُ أحجار المعبد
ولسوف نرى...أن العالم لن يُنصِفنا
ما دمنا نستجدي عطفاً
خدماً والغربُ لنا سيد
ما دمنا لا نرفع سيفاً ...في وجه الأعداء مجرد
ولسوف نرى...أن التحرير مقارعة
وبأن من العار علينا وعلى الامهْ...
للاعداء وزمرتهم... أن نتجمل أو نتذلل أو نتنازل
أو نتودد
وسنعرفُ نارَ الفتنة من في الأمة يشعلها
مكرا...ليكون الشعب لها حطبا
ويكون الوطن لها مرقد
وسيدرك عشاق الدولار...عبيد المال
أن الأوطان...وان هانت في أعينهم
ليست للبيع هي الاخرى
أوصيد سهل للصياد...اذا ما أقبل يتصيد
الصبر جميل...لا تحزن
لا بد وأن تصحو فينا...
أصداء من شرف اليرموك...وشىء من نخوة حطين
وعزائم أخرى ...تتوقد
ولعل الصفعَ يُعلمنا
والجرحُ النازفُ بالاذلال يوحدنا
فسيوف الخصم كما الاقدار ...تطاردنا
والكل جميعا... مُستهدف
لا أحد فينا منسي...أو مستثنى
أو مستبعد
فلقد أُكل الثور الأبيض
لقد أكل الثور الأسود

د. رضا مومني