2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

«3» فزّاعات لابتزازنا في العام الجديد..!!

حسين الرواشدة
جو 24 : ماذا يخبئ لنا العام الجديد؟.
لا نحتاج بالطبع لقراءة “ كف “ المستقبل ، فحاضرنا بما يزدحم به من صور مفجعة ، يدلنا على ما ينتظرنا من كوارث جديدة، لكن يبقى السؤال مشروعا لسببين : الاول اننا نحتاج دائما الى “الامل” لكي نعيش ونطمئن على اننا ما زلنا احياء ، والثاني ان منطقتنا حبلى بالتحولات والمفاجآت ، وبالتالي فان مجرد التنبؤ بها او الاشارة الى امكانية حدوثها يفترض ان يدفعنا الى الحذر بعد الوقوع فيها ، او الى استباقها بما يلزم من “ تحوطات “ .
فيما مضى اجتهدت واطلقت على الاعوام المنصرمة ما ينسابها من اسماء ، حين داهمنا الربيع العربي قلت انه “ عام الغضب “ ، وبعده جاء عام “ الانفجارات” ثم اعقبه عام “تسديد الفواتير “ اما العام الذي نودعه فقد كان عام “ الانهيارات” بامتياز ، ومن اسف ان كل ما حدث صب في اتجاه واحد وهو “سكة الندامة” التي سارت عليها معظم بلداننا – ولا تزال - ، ولا اتوقع ان تخرج منها الى “سكة “ السلامة ، الا اذا حصلت معجزة اقتلعت كل ما بداخلنا من احساس بالهزيمة والخوف والقهر، ومن “استمراء” للقمع والاستبداد ، ومن قابلية للاستعباد ، ومع انها مهمة “ صعبة” الا انها ليست مستحلية ، ونحن الان ندفع ضريبتها كقسط من الاستحقاق ، وسندفع المزيد انتظارا لانجازها كما فعلت غيرنا من الام والشعوب .
لم نودع بالطبع عام الانهيارات ، فمن المتوقع ان العام القادم سيشهد المزيد منها ، لكن اذا كان ثمة عنوان جديد يمكن ان نضعه له فهو “ عام الابتزاز “ ، ومن المفارقات انه بدأ فعلا قبل موعده ، سواء على صعيد القرار الاممي الذي صدر للحل السياسي في سوريا ، او على صعيد اشهار التحالف الاسلامي العسكري لمواجهة الارهاب ، او اللقاءات التي تجري للتوافق على حلول سياسته لازمات اليمن وليبيا ،او لترسيم خارطة العلاقات والتحالفات في المنطقة ( بين تركيا واسرائيل او بين دول خليجية ومصر مثلا ) ، او دوليا ( بين امريكا وروسيا مثلا ) ، واذا ما استعرضنا هذه التحولات فإن العنوان الذي يمكن ان نذهب اليه لكي نفهمها ونتوقع مساراتها هو “الابتزاز”، فالجميع يبتز الجميع، ومن سوء حظنا كعرب ومسلمين اننا لسنا شركاء في هذه “اللعبة” ولا نجلس على طاولتها ، وانما نحن مجرد “وقود” لها، او اننا احد “ملفاتها” وادواتها، وبالتالي سنكون ضحاياها بامتياز.
لدي ما يكفي من ملاحظات لتفكيك لعبة “الابتزاز” هذه، ابرزها ان العام القادم سيشهد –في تقديري- بروز عدد من “الفزاعات” التي سيتم استغلالها “لابتزاز” عالمنا العربي والاسلامي، اولها فزاعة “الخلافة الاسلامية” حيث من المتوقع ان يفاجئنا داعش بإعلان اسم جديد له هو “دولة الخلافة الاسلامية” كبديل لاسمه الحالي الذي تحدد في العراق والشام فقط، بما يعنيه هذا التحول من امتداد ديمغرافي وجغرافي يتجاوز “حواضنه” التقليدية الى حواضن جديدة اوسع، وربما يتقاطع هذا التحول مع توحيد جبهتي القاعدة وداعش تحت العنوان نفسه، وربما تنضم اليه جماعات اخرى محسوبة على خط “الجهاد الاسلامي”، وبالتالي فإن مثل هذه الفزاعة ستشكل مدخلا “لصراع” طويل عنوانه “الارهاب” وسيتم تشكيل المزيد من التحالفات لمواجهته، وربما تمتد هذه المواجهة لتشمل “حركات الاسلام السياسي” ايضاً.
اما الفزاعة الثانية فهي “انبعاث” موجة جديدة من “الاحتجاجات” الاجتماعية في بعض الدول العربية، بما يشكل استئنافاً للربيع العربي، وعلى هذا المركب “الجاهز” الذي ستحركه رياح الجوع او القمع ستتم عملية ابتزاز للانظمة والشعوب العربية وسنجد انفسنا مرّة اخرى امام مواجهات محلية تستثمرها القوى الدولية لادامة حالة الاستنزاف في المنطقة.
الفزاعة الثالثة هي “الانفجارات” المذهبية، خاصة بين ايران “الشيعيّة” والعالم “السنّي”، وهذه تشكل “ماكنة” ثقيلة لاحداث ما يلزم من زلازل في المنطقة سيكون لها ارتدادات خطيرة، وفي هذه الحالة ستتمكن القوى الدولية من “ابتزاز” الاقليم كله، وستجد دول المنطقة الكبرى (ايران وتركيا ودول الخليج) نفسها امام “فخ” جديد يمكن ان تستدرج اليه لابتزازها وتعميق الانشطارات بينها وصولاً الى فرض “خارطة” جديدة لترسيم المنطقة على اسس دينية وطائفية ومذهبية قابلة للانفجار في اي لحظة.



(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير