غرفة قياس
أحمد حسن الزعبي
وحسب نظرية البناطيل ...الأسبوع الماضي تم إعفاء او «قبول استقالة» رئيس هيئة الاستثمار من منصبه، وفي نفس اليوم وبنفس الجلسة تم تعيينه سفيراً في وزارة الخارجية لدى بروكسل...طيب اذا تمت إقالة هذا الشخص من مكانه بقرار حكومي فهذا يعني انه لم يحقق الغاية المطلوبة منه في هذا المنصب وبالتالي لم ينجح في عمله كرئيس هيئة استثمار، وقد لا ينجح بعمله كسفير في الخارجية... فعلى ماذا يكافأ بمنصب جديد «ملزّق» بقفا المنصب القديم دون وجود فواصل او استراحة او حتى مساءلة؟؟..أما اذا كان الشخص – رئيس هيئة الاستثمار- هو من قدّم استقالته، فذلك يعني انه لا يرغب في هذا المكان ولم يعد يعجبه مع أنه قبل عام كان يرغب به ويعجبه فلماذا يكافأ بمنصب جديد قد لا يرغب به ولا يعجبه بعد سنة من تسلّمه ، هل خدمة الوطن تفصّل على المزاج «بديش هاظ وبدي هاظ»؟...
ترى لماذا تستعجل الحكومات على المسؤولين بالمناصب؟.. يعني من ترك منصبه الآن ، لماذا تشعر انه من الواجب عليها ان يتم تدبيره بمنصب جديد حالاً، دعوه يعيش كــ«مواطن» عادي مثلنا، يمشي في الأسواق ، ويأكل الطعام، ويتزاوج ، ويعلق في ازمة السير، دعوه مثلنا يبرد في الكازية لحين تعبئة جالوناته بالكاز، ويقوم بتنظيف سطح المنزل وفتح المزاريب، لماذا تريدونهم دائماً «آلهة» يجب الا يختلطوا بالجنس البشري المخلوق من طين، لماذا تحضّرون جوائز الترضية لهم بنفس حجم وقيمة الجائزة الكبرى دائماً، وكأن المسؤول يملك كل أسرار الدولة!.. متى ستنصفون أبناء الحرّاثين وأبناء الكادحين ليأخذوا فرصتهم في خدمة الوطن لتشعروا بالفرق ويشعر الوطن بالفرق ايضاَ...
الى متى ستجعلون هذا الوطن مثل «النوفيتيه» المنصب الذي لا يعجبك او لا يناسب مقاسك يسترد ويستبدل خلال 24 عاماً من الخدمة والمحل محلّك...
الوطن ليس «غرفة قياس»!
الراي