مش مطوّل..
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : بسبب التغيير المستمر والسريع على قيادات المؤسسات «كل 3 أشهر وزير»، و»كل شهر ونصف مدير»، و»كل ثلاثة أيام وثلث رئيس مجلس إدارة».. صارت عبارة «مش مطوّل».. هي الكبسولة اليومية التي يتداولها موظفو تلك المؤسسات أو من يتعامل معهم، للتعبير عن علاقة المسؤول بالمكان، أو كجزء من الإجابة عن مدى نزاهة الأخير أو استقامته..
قبل يومين زرت أربع جهات حكومية على التوالي، وحصلت على نفس الجملة من أصدقاء متفرقين، فبعد ان أدخل المكتب، وانتهي من شرب القهوة، وأتبادل الأسئلة التقليدية معهم، والعبث بما فيه الكفاية في «المكبس» وحبر «الطمس» و»شناكل» الورق ..كنت اطرح عليهم السؤال نفسه «كيف شايف فلان»؟؟؟..فيجيبون بحركات مختلفة أكثرها شيوعاً أن «يطعج» الصديق لسانه داخل فمه من حرارة الدخان مطفئاً عنق السيجارة في المكتة لافظاً عبارته بثقة ودراية : « مش مطوّل».. اربع مؤسسات بــأربع اجابات عن «أربعة مش مطولين»..أوحت لي بكتابة هذا المقال عن المزاج الأردني الذي صار يفتقر جداً للثقة بصاحب القرار ويعيش في حالة مؤقتة لا حالة استقرار..
ظاهرة «مش مطوّل» هذه التي أخذت بالشيوع بمختلف مؤسسات الدولة، سببها ان (المزاج) هو الذي يحكم التعيين ورسم السياسة لا الكفاءة والحكمة ، فصرنا نعين المسؤول على سيرته «التسحيجية» لا سيرته الذاتية، فقط لنملأ الفراغ الوظيفي، بغض النظر ان كان الرجل على قدر المسؤولية أم لا...وبالتالي صار لدينا بفضل سياسة المناكفة ومكافأة الأخفض صوتاً والأعلى «سحجة» .. حكومة « مش مطولة» ومجلس نواب «مش مطول»..ورئيس مجلس أعيان «مش مطول»..ومدير مستشفى «مش مطول».. ومدرب منتخب «مش مطول» ..ورئيس بلدية «مش مطول»..ومحافظ « مش مطول» ..ورئيس التحرير «مش مطول»..والحجة فزة « مش مطولة» ..وأبو يحيى «مش مطول»..
إذا كان كل هؤلاء « مش مطولين» !
فهذا يعني أن «حالتنا» مطوّلة!
(الرأي)
قبل يومين زرت أربع جهات حكومية على التوالي، وحصلت على نفس الجملة من أصدقاء متفرقين، فبعد ان أدخل المكتب، وانتهي من شرب القهوة، وأتبادل الأسئلة التقليدية معهم، والعبث بما فيه الكفاية في «المكبس» وحبر «الطمس» و»شناكل» الورق ..كنت اطرح عليهم السؤال نفسه «كيف شايف فلان»؟؟؟..فيجيبون بحركات مختلفة أكثرها شيوعاً أن «يطعج» الصديق لسانه داخل فمه من حرارة الدخان مطفئاً عنق السيجارة في المكتة لافظاً عبارته بثقة ودراية : « مش مطوّل».. اربع مؤسسات بــأربع اجابات عن «أربعة مش مطولين»..أوحت لي بكتابة هذا المقال عن المزاج الأردني الذي صار يفتقر جداً للثقة بصاحب القرار ويعيش في حالة مؤقتة لا حالة استقرار..
ظاهرة «مش مطوّل» هذه التي أخذت بالشيوع بمختلف مؤسسات الدولة، سببها ان (المزاج) هو الذي يحكم التعيين ورسم السياسة لا الكفاءة والحكمة ، فصرنا نعين المسؤول على سيرته «التسحيجية» لا سيرته الذاتية، فقط لنملأ الفراغ الوظيفي، بغض النظر ان كان الرجل على قدر المسؤولية أم لا...وبالتالي صار لدينا بفضل سياسة المناكفة ومكافأة الأخفض صوتاً والأعلى «سحجة» .. حكومة « مش مطولة» ومجلس نواب «مش مطول»..ورئيس مجلس أعيان «مش مطول»..ومدير مستشفى «مش مطول».. ومدرب منتخب «مش مطول» ..ورئيس بلدية «مش مطول»..ومحافظ « مش مطول» ..ورئيس التحرير «مش مطول»..والحجة فزة « مش مطولة» ..وأبو يحيى «مش مطول»..
إذا كان كل هؤلاء « مش مطولين» !
فهذا يعني أن «حالتنا» مطوّلة!
(الرأي)