ليدرز
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : لفترة قريبة كنّا نعتقد أن بعض الدول الديكتاتورية في العالم الثالث تمتاز بحصولها على «آيزو» التمجيد للفرد الواحد ،الخارق للعادة ، القادر على فعل كل شيء..ولفترة قريبة كنّا نعتقد أن بعض الدول العربية هي المتفرّدة في العالم بإبراز زعيمها كــ»سوبر مان» الأول في كل شيء، ففي دولة عربية مجاورة ولفترة قريبة كانوا يحاولون إظهاره كأفضل رياضي في الوطن فتنتشر صوره على الملاعب والصالات الرياضية وهو يحاول ان يركل كرة القدم أثناء ارتدائه البدلة الرسمية وأفضل اقتصادي وهو يعتمر «خوذة الصناعة» وأفضل طيار حربي وهو يقود طائرة السوخوي، وأفضل متديّن وهو يؤدي صلاة الجمعة وأفضل قنّاص وهو يصوب بندقيته نحو الهدف وأفضل سياسي وهو يخطب في الجامعة العربية وأفضل مريض وهو يتماثل للشفاء، وأفضل مهندس وهو يقف أمام برج حديث البناء وأفضل بطل رالي وهو يقود سيارته الرياضية بسرعة وأفضل مزارع وهو يتمشى في حقل من النخيل، وأفضل شيخ عشيرة وهو يرتدي اللباس العربي ، كما ان صوره ترافق شعبه أينما حل أو ارتحل ؛ على الأقلام والدفاتر والمحايات والحقائب المدرسية وزجاج السيارات ومخارج المطارات وادوية السعال وبخاخات الربو وكل شيء...
روسيا هي الأخرى بدأ يصيبها هذا الهوس العربي في تمجيد الرئيس ولا يدري الإعلام الروسي انه إذا ما استمر بهذه الطريقة فإنه سيترك مقعده في مصاف العالم الأول ويجلس معنا في مصاف دول العالم الثالث...أنا تحدّث عن هذا الهوس الجديد ونحن نقرأ ان صورة الرئيس الروسي التي صارت «تطبع» على القمصان بشكل كبير وبمباركة رسمية ، ويتم تهادي هذه القمصان بالمناسبات الشخصية للناس والوطنية بين أفراد المؤسسات، كما تمت طباعة روزنامة شهرية بمناسبة السنة الجديدة سيقضيها المواطن الروسي كلها مع «بوتين» ففي كل شهر هناك صورة للرئيس الروسي في مكان ما مشفوعة بقول من أقواله وحكمه التي لا تعد ولا تحصى...فتارة وهو في الغابة ، وتارة وهو على حصانه وثالثة وهم يشم زهرة ... ولم يتوقّف «هوس» زرع الرئيس في عيون ومستقبل وملابس الشعب الروسي بل ابتكروا شيئاً جديداً ليدحشوا «الرئيس» في أنوفهم ايضاَ، فقد تم إنتاج عطر جديد اسمه «ليدرز» يحمل اسم وصورة «بوتين أيضاَ... ويبدو ان صاحب الفكرة اختلط عليه معنى عبارة «السيرة العطرة» وأراد أن يترجمها حرفياً وعنوة للناس.. فالرئيس الذي انتخبتم لن تشاهدونه على شاشة التلفاز او الروزنامات الورقية ، ولن تلمسونه على ملابسكم التي عليكم وحسب لا بل يجب أن تشمّوا روائحه شئتم أم أبيتم...
روسيا الدولة عظمى بغض النظر عن سياستها في سوريا وأوكرانيا... حرام أن تتخلى عن تاريخها وتصبح «من صنع الرئيس»...
الراي
روسيا هي الأخرى بدأ يصيبها هذا الهوس العربي في تمجيد الرئيس ولا يدري الإعلام الروسي انه إذا ما استمر بهذه الطريقة فإنه سيترك مقعده في مصاف العالم الأول ويجلس معنا في مصاف دول العالم الثالث...أنا تحدّث عن هذا الهوس الجديد ونحن نقرأ ان صورة الرئيس الروسي التي صارت «تطبع» على القمصان بشكل كبير وبمباركة رسمية ، ويتم تهادي هذه القمصان بالمناسبات الشخصية للناس والوطنية بين أفراد المؤسسات، كما تمت طباعة روزنامة شهرية بمناسبة السنة الجديدة سيقضيها المواطن الروسي كلها مع «بوتين» ففي كل شهر هناك صورة للرئيس الروسي في مكان ما مشفوعة بقول من أقواله وحكمه التي لا تعد ولا تحصى...فتارة وهو في الغابة ، وتارة وهو على حصانه وثالثة وهم يشم زهرة ... ولم يتوقّف «هوس» زرع الرئيس في عيون ومستقبل وملابس الشعب الروسي بل ابتكروا شيئاً جديداً ليدحشوا «الرئيس» في أنوفهم ايضاَ، فقد تم إنتاج عطر جديد اسمه «ليدرز» يحمل اسم وصورة «بوتين أيضاَ... ويبدو ان صاحب الفكرة اختلط عليه معنى عبارة «السيرة العطرة» وأراد أن يترجمها حرفياً وعنوة للناس.. فالرئيس الذي انتخبتم لن تشاهدونه على شاشة التلفاز او الروزنامات الورقية ، ولن تلمسونه على ملابسكم التي عليكم وحسب لا بل يجب أن تشمّوا روائحه شئتم أم أبيتم...
روسيا الدولة عظمى بغض النظر عن سياستها في سوريا وأوكرانيا... حرام أن تتخلى عن تاريخها وتصبح «من صنع الرئيس»...
الراي