مسؤولية هذا الخراب..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : يبحث النظام السياسي العربي - هذه المرة - عن حجة وجيهة لالغاء الاصلاحات الديمقراطية المفروضة فلا يجد الا فزاعة المتطرفين، وما دام أن الحرب على التطرف والارهاب أصبحت في مقدمة اولويات العالم، وصار من شأنها ان تختطف كل جهوده المشروعة وغير المشروعة، فان التضحية بالديمقراطية والحرية وحق الشعوب في التنفس مسألة تستحق النظر، إن لم نقل تستحق الامتنان والاحتفاء.
ترى ، أي عاقل يمكن ان يشك بنوايا عالمنا العربي الاسلامي ومحاولاته الاصلاحية الا اذا كان ثمة أمر جلل يستدعي هذا التأجيل.. وهو - بلا ريب - هؤلاء المتطرفون الذين ستتيح لهم المناخات الديمقراطية ما ينتظرونه من فرص ومجالات للانقضاض على العالم والسيطرة عليه وترويع سكانه الآمنين!
لست في مجال الهزل أو المزاح، فالمسؤول العربي الذي ضاق ذرعا بثورات الشعوب ، و “ تخفّى” وراء متاريس الحروب التي اكلت الاخضر واليابس ، و استهان بالتشخيص الذي قدمته تقارير التنمية العربية، وبما يشعر به المواطن من رغبة في الكرامة والحرية.. صار يفتش بمهارة عن صيغة او ذريعة يقدمها باسم الأمن الى الداخل والخارج على السواء.. ولا شيء - بالطبع - سوى الارهاب والتطرف اللذين تحولا الى صرعة هذا العصر ومصدر قلقه الوحيد، وهو يعتقد ان بوسعه ان يسوق هذه الذريعة ويقنع بها من لا يزال يلوم النظام العربي على غياب الاصلاح او استمرار القمع والاستبداد والتخلف التي صارت مفرداتها برسم حالة امتنا فقط.
والسؤال: من اين خرج هذا التطرف.. (حتى لو افترضناه حالة اسلامية فقط) ومن أي عباءة جاء الارهابيون.. ومن بدأ بالغلو والتشدد والعنف..؟ ألم يكن ذلك صنيعة الحكومات والانظمة العربية التي شيدت السجون وخرجت نزلاؤها الى الشارع ليبدأ انتقامهم من المجتمع؟ ألم تكن بدعة التطرف من مخرجات غياب الحرية والديمقراطية او نتيجة ردة فعل لاستئصالهما؟
ان الخوف من سطوة المتطرفين القادمين على مطية الديمقراطية، لا يعني إلاّ تسكين الواقع القائم وامداده بمزيد من شروط “الامن”، حيث القمع والحصار والاستبداد، وهو اذ لا يعطي للراهن العربي البائس أية مشروعية او انفراج أو حتى قبول لدى الآخر، لا يضيف - ايضا - لبذور التطرف واشجاره إلاّ مزيدا من الاسمدة ولا يمنح المجتمع - كذلك - الا حقولا من الاشواك التي أفرزت ما أفرزته من حسك كاد يتسلل الى جلود البشرية كلها، وأولهم هؤلاء الخائفون من تطرف الديمقراطية.. واستئثار الغلاة بها، وهي - كما يبدو - كذبة لم تعد تقنع احدا.
ترى، هل نقول إن تجربة اخواننا في الجزائر تصلح للرد على هؤلاء.. أم نقول أن تجربة “الاسلاميين” في تركيا تجيب على حججهم، أم نزعم ان التطرف لم يدخل الينا إلا من بوابات القهر والاحباط وغياب تداول السلطة والديمقراطية أم نضيف الى ذلك كله ان هؤلاء المتهمين بالارهاب - وهي دمغة تلاحق كل المسلمين - لم يشهروا احتجاجهم او انحرافهم الا بعد ان ضاقت بهم بلادهم وانظمتهم واعلنت طلاقها لهم وتركتهم نهبا للسجون والمنافي ومراكز الأمن ومنصات المحاكم الدولية؟
دعونا نجرب” صيدلة “الديمقراطية وبعدها يتحمل المتطرفون مسؤولية هذا الخراب الذي نشكوه وهذا البؤس الذي نتذرع للاحتفاظ به الى الابد..!
الدستور
ترى ، أي عاقل يمكن ان يشك بنوايا عالمنا العربي الاسلامي ومحاولاته الاصلاحية الا اذا كان ثمة أمر جلل يستدعي هذا التأجيل.. وهو - بلا ريب - هؤلاء المتطرفون الذين ستتيح لهم المناخات الديمقراطية ما ينتظرونه من فرص ومجالات للانقضاض على العالم والسيطرة عليه وترويع سكانه الآمنين!
لست في مجال الهزل أو المزاح، فالمسؤول العربي الذي ضاق ذرعا بثورات الشعوب ، و “ تخفّى” وراء متاريس الحروب التي اكلت الاخضر واليابس ، و استهان بالتشخيص الذي قدمته تقارير التنمية العربية، وبما يشعر به المواطن من رغبة في الكرامة والحرية.. صار يفتش بمهارة عن صيغة او ذريعة يقدمها باسم الأمن الى الداخل والخارج على السواء.. ولا شيء - بالطبع - سوى الارهاب والتطرف اللذين تحولا الى صرعة هذا العصر ومصدر قلقه الوحيد، وهو يعتقد ان بوسعه ان يسوق هذه الذريعة ويقنع بها من لا يزال يلوم النظام العربي على غياب الاصلاح او استمرار القمع والاستبداد والتخلف التي صارت مفرداتها برسم حالة امتنا فقط.
والسؤال: من اين خرج هذا التطرف.. (حتى لو افترضناه حالة اسلامية فقط) ومن أي عباءة جاء الارهابيون.. ومن بدأ بالغلو والتشدد والعنف..؟ ألم يكن ذلك صنيعة الحكومات والانظمة العربية التي شيدت السجون وخرجت نزلاؤها الى الشارع ليبدأ انتقامهم من المجتمع؟ ألم تكن بدعة التطرف من مخرجات غياب الحرية والديمقراطية او نتيجة ردة فعل لاستئصالهما؟
ان الخوف من سطوة المتطرفين القادمين على مطية الديمقراطية، لا يعني إلاّ تسكين الواقع القائم وامداده بمزيد من شروط “الامن”، حيث القمع والحصار والاستبداد، وهو اذ لا يعطي للراهن العربي البائس أية مشروعية او انفراج أو حتى قبول لدى الآخر، لا يضيف - ايضا - لبذور التطرف واشجاره إلاّ مزيدا من الاسمدة ولا يمنح المجتمع - كذلك - الا حقولا من الاشواك التي أفرزت ما أفرزته من حسك كاد يتسلل الى جلود البشرية كلها، وأولهم هؤلاء الخائفون من تطرف الديمقراطية.. واستئثار الغلاة بها، وهي - كما يبدو - كذبة لم تعد تقنع احدا.
ترى، هل نقول إن تجربة اخواننا في الجزائر تصلح للرد على هؤلاء.. أم نقول أن تجربة “الاسلاميين” في تركيا تجيب على حججهم، أم نزعم ان التطرف لم يدخل الينا إلا من بوابات القهر والاحباط وغياب تداول السلطة والديمقراطية أم نضيف الى ذلك كله ان هؤلاء المتهمين بالارهاب - وهي دمغة تلاحق كل المسلمين - لم يشهروا احتجاجهم او انحرافهم الا بعد ان ضاقت بهم بلادهم وانظمتهم واعلنت طلاقها لهم وتركتهم نهبا للسجون والمنافي ومراكز الأمن ومنصات المحاكم الدولية؟
دعونا نجرب” صيدلة “الديمقراطية وبعدها يتحمل المتطرفون مسؤولية هذا الخراب الذي نشكوه وهذا البؤس الذي نتذرع للاحتفاظ به الى الابد..!
الدستور