بيض وبترول ..
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : قالت له امرأته للمرة الألف أنت لا تنفع للتجارة ..أنت مخلوق فقط: "لصكّ الحكي” و”السلبطة” على الأولاد ، ونصحته ان يدع هذه المهنة لأصحابها، الا أنه أصر أن يكون تاجراً وشهبندراً فكل المقوّمات يملكها وستثبت لها الأيام ذلك…
ظل شهوراً يجلس في باب دكانه ينظر إلى جيرانه أصحاب المحلاّت الكبرى وهم يقفون مع الموزعين ،ويتجادلون على الأسعار وينزّلون البضاعة، ويصدرون الفواتير ، و يشحنون الطرود الى خارج المدينة بحركة دؤوبة لا تهدأ ، بينما هو جالس باب دكانه فقط : "شغل مطاقعة سلامات” وصرف "مخمّسات”..
ذات غروب مرّ "موزّع البيض” أوقفه "أبو يحيى” – صنعة التجّار رعاة الصفقات – وأنزل 12 كرتونة ودفع له ثمنها عداً ونقداً على حساب 2 دينار للكرتونة …في اليوم التالي اكتشف أن "البكمات الدوّارة” تبيع بيض المزارع بدينار ونصف، فاضطر إلى تخفيض سعره وبخسارة نصف دينار في كل كرتونة كي ينافس السعر الجديد، في اليوم الثالث عاد "الموزّع” الى الحي ، فعاتبه أبو يحيى على غشّه بالسعر وأراد ان يعيد إليه البضاعة ،ابتهج الموزع بعملية الإرجاع كون سعر البيض في ذلك اليوم عاد للارتفاع ..وعندما رأي الرجل مبتهجاً غيّر رأيه واشترى 12 كرتونة جديدة بالسعر الجديد بناء على نصيحة الموزّع..في اليوم التالي نزل سعر البيض على غير المتوقّع..وبدأت البكمات تدور وتنادي على الكرتونة بدينار وأربعين قرشاً…فعاد الى التخفيض وتكبد خسارة جديدة مجبراً، وبقي عل هذا الحال ؛يوم الشراء يرتفع فيه البيض، ويوم البيع ينخفض.. حتى خسر رأس المال كله…فأغلق محلّه وهو يردد بصوت مسموع : ” هيك هيك..لهالتجارة اللي بتتحكم فيها "(…) الجاجة ” ثم تحوّل بعدها مباشرة الى مهنة مطهّر أولاد .. وليس سرّاً أنه سبب عاهات جمّة لصبيان الحي عند الله علمها..
عقلية حكومتنا تشبه الى حدّ بعيد عقلية "أبي يحيى” التي لا تنفع ابدأ للتجارة ولا اقتناص الفرص ولا إحراز الصفقات ، هي تنفع فقط "لصك الحكي” وفرض الرسوم ، وإقرار الضرائب ، و”السلبطة” على الناس من خلال الجباية فقط ..ارتفع البترول فزادت المديونية ، انخفض البترول فزادت المديونية أيضا…كيف لها أن تتصرّف إذا ما جرت الرياح بما تشتهي سفنها ؟؟؟ "لا شيء” طبعاً، تفتح فمها…وترخي سيقانها للظروف ..
يا أخي على الأقل قوموا بتنفيذ المشاريع الرأسمالية الكبرى المؤجلة التي تحتاج إلى طاقة..قوموا بتخفيض أسعار الكهرباء "شهرياً” للناس والمصانع والمتاجر كما تخفضون أسعار المشتقات كل شهر…قوموا..بأي إجراء يشعرنا أنكم حكومة نبيهة و”فلتة” استفادت من هذا الانخفاض المجنون للنفط ..بلاش يا أخي اعتبروا البترول موسم "ملوخية”..ونشفّوه..اعملوا أي شيء يشعرنا "باقتناص الفرص”..لكن إياكم أن تمتهنوا مهنة ابو يحيى الثانية…لأنه "اللي فينا مكفينا” من تشوّهات…
ولا حدا هون..طبل عند اطرم
ظل شهوراً يجلس في باب دكانه ينظر إلى جيرانه أصحاب المحلاّت الكبرى وهم يقفون مع الموزعين ،ويتجادلون على الأسعار وينزّلون البضاعة، ويصدرون الفواتير ، و يشحنون الطرود الى خارج المدينة بحركة دؤوبة لا تهدأ ، بينما هو جالس باب دكانه فقط : "شغل مطاقعة سلامات” وصرف "مخمّسات”..
ذات غروب مرّ "موزّع البيض” أوقفه "أبو يحيى” – صنعة التجّار رعاة الصفقات – وأنزل 12 كرتونة ودفع له ثمنها عداً ونقداً على حساب 2 دينار للكرتونة …في اليوم التالي اكتشف أن "البكمات الدوّارة” تبيع بيض المزارع بدينار ونصف، فاضطر إلى تخفيض سعره وبخسارة نصف دينار في كل كرتونة كي ينافس السعر الجديد، في اليوم الثالث عاد "الموزّع” الى الحي ، فعاتبه أبو يحيى على غشّه بالسعر وأراد ان يعيد إليه البضاعة ،ابتهج الموزع بعملية الإرجاع كون سعر البيض في ذلك اليوم عاد للارتفاع ..وعندما رأي الرجل مبتهجاً غيّر رأيه واشترى 12 كرتونة جديدة بالسعر الجديد بناء على نصيحة الموزّع..في اليوم التالي نزل سعر البيض على غير المتوقّع..وبدأت البكمات تدور وتنادي على الكرتونة بدينار وأربعين قرشاً…فعاد الى التخفيض وتكبد خسارة جديدة مجبراً، وبقي عل هذا الحال ؛يوم الشراء يرتفع فيه البيض، ويوم البيع ينخفض.. حتى خسر رأس المال كله…فأغلق محلّه وهو يردد بصوت مسموع : ” هيك هيك..لهالتجارة اللي بتتحكم فيها "(…) الجاجة ” ثم تحوّل بعدها مباشرة الى مهنة مطهّر أولاد .. وليس سرّاً أنه سبب عاهات جمّة لصبيان الحي عند الله علمها..
عقلية حكومتنا تشبه الى حدّ بعيد عقلية "أبي يحيى” التي لا تنفع ابدأ للتجارة ولا اقتناص الفرص ولا إحراز الصفقات ، هي تنفع فقط "لصك الحكي” وفرض الرسوم ، وإقرار الضرائب ، و”السلبطة” على الناس من خلال الجباية فقط ..ارتفع البترول فزادت المديونية ، انخفض البترول فزادت المديونية أيضا…كيف لها أن تتصرّف إذا ما جرت الرياح بما تشتهي سفنها ؟؟؟ "لا شيء” طبعاً، تفتح فمها…وترخي سيقانها للظروف ..
يا أخي على الأقل قوموا بتنفيذ المشاريع الرأسمالية الكبرى المؤجلة التي تحتاج إلى طاقة..قوموا بتخفيض أسعار الكهرباء "شهرياً” للناس والمصانع والمتاجر كما تخفضون أسعار المشتقات كل شهر…قوموا..بأي إجراء يشعرنا أنكم حكومة نبيهة و”فلتة” استفادت من هذا الانخفاض المجنون للنفط ..بلاش يا أخي اعتبروا البترول موسم "ملوخية”..ونشفّوه..اعملوا أي شيء يشعرنا "باقتناص الفرص”..لكن إياكم أن تمتهنوا مهنة ابو يحيى الثانية…لأنه "اللي فينا مكفينا” من تشوّهات…
ولا حدا هون..طبل عند اطرم