الاخوان المسلمون.. بين لعبة الشطرنج و"الطماية"!!
أ.د احمد القطامين
استمرأ الاخوان المسلمون عوامل اللذة في اللعبة، معتقدين ان ما انجزته الشعوب في مصر وتونس وقطفه الاسلاميون هنال سيأتيهم على طبق من فضة في الاردن دون بذل الحد الادنى من الجهد.. وبذلك إنطبق عليهم القول الشائع " تتباهى بقرون "شعر" خالتها"، وبينما كانوا يتباهون بانجازات الاسلاميين في الدول الاخرى.. ظهر بعد مخاض عسير قانون الانتخابات الجديد ليشكل صدمة لهم.. واية صدمة؟
في السياسة كما في الحياة، التسكع على حواف المشهد انتظارا لالتقاط بعض المغانم المجانية يعد طريقة سقيمة في ممارسة العمل الوطني.. فالسياسة نهر يجرى باتجاه واحد وليس من المعقول الاعتقاد ان ما مر بالامس عند نقطة ما سيعود الى نفس النقطة مرة اخرى اليوم او غدا.
ما الذي سيفعله اخوان الاردن الان؟
من المتوقع انهم سيملأون الارض خطبا عصماء وتهديدات بعدم المشاركة في الانتخابات على اساس القانون الانتخابي الجديد.. لكنهم في الواقع سيمارسون الهرولة الصاخبة ولكن على حواف المشهد الآمنة دون الاقتراب من النقاط الحرجة على الحواف الخطرة للمشهد الصاخب.
وفي النهاية سيعودون الى المشاركة راضين عن حصولهم على 5 مقاعد في القائمة الحزبية الوطنية وما تيسر لهم في المحافظات مكتفين بالثلث "المعطل" احيانا او الثلث "الحافظ لماء الوجه" في اغلب الاحيان.
طبعا، كان من الممكن ان تكون حصتهم افضل بكثير لو شاركوا فعليا في الحراك الشعبي ومارسوا خبرتهم في ترشيده ومنعه من الانزلاق الى الحواف الخطرة التي يقع فيها احيانا بسبب انعدام الخبرة السياسية.. لكنهم فضلوا بسبب الانطباعات الخاطئة عما يجري في المنطقة ان يضعوا قدما في الدوار الرابع وقدما اخرى في ساحة المسجد الحسيني .. ومع ظهور قانون الانتخابات الجديد تبين انهم كانوا يلعبون "الطمية" بينما في الواقع كان اعتقادهم انهم يلعبون الشطرنج.