القمة العربية: بين نجاح ملحوظ وغياب للكرت الاصفر

بالرغم من التمثيل
المتواضع للوفود وحضور عدد قليل من زعماء الدول إلا ان المخرجات تجاوزت المألوف
وقدمت رفضا واضحا ومحددا لخطة الرئيس الأمريكي ترامب القاضية بسرقة قطاع غزة
وتهجير الفلسطينين منه إلى دول الجوار،
وكانت خطة واضحة المعالم
ومرتبطة بجداول زمنية للتنفيذ واهداف واضحة محددة قابلة للقياس ضمن رؤيا
استراتيجية واضحة لا لبس فيها.
هذا من جانب، اما من
الجانب الاخر، فقد تجنبت القمة إبراز اهم واخطر ما لديها من بطاقات اللعبة وهو
الموقف من اتفاقيات التطبيع لبعض الدول العربية مع اسرائيل. ان هذا الكرت يمتلك
اكثر العناصر ضغطا على دولة الاحتلال، فلو تم إشهاره او حتى التلويح بإشهاره لتغير
المشهد الاستراتيجي في المنطقة تغيرا كبيرا .. لكنه مع الأسف لم يشهر.
فكما يبدو ان القادة العرب
لم يتفقوا على استخدام هذا الكرت بسبب المعارضة الجذرية للبعض منهم مما حدى بمنظمي
المؤتمر الى السعي للتركيز على القواسم المشتركة المتفق عليها من الجميع والتي
تتلخص في تقديم حل بديل يوافق عليه الرئيس الامريكي ترمب لعرقلة مشروعه الخطير في
غزة.
إجمالا ما حدث كنتيجة
للقمة العربية لا بأس به مبدئيا واذا ما تم الموافقة عليه امريكياً فسيقدم حلا
لمعضلة نوايا ترامب اتجاه قطاع غزة وسيقود حتما الى "تنفيس" الموقف
المحتقن شديد التوتر الناتج عن العنجهية الاسرائيلية التي تقرع طبول الحرب في طول
المنطقة وعرضها وتخلق حالة من الانفلات العدواني على الجميع بما فيهم البلدان
العربية البعيدة نسبيا عن حدود الكيان كالسعودية مثلا.
ان الايام القادمة ستكون حاسمة، وكل المعطيات تشير ان على العرب التعامل بحزم وحذر، فما تم في القمة يعطى بعض الامل في ان النظام السياسي العربي المعروف بضعفه وتهالك المجسات الاستراتيجية لديه قد يمتلك فرصة نادرة للتعافي وفرض وجود فعال على ساحة الاحداث الاقليمية والدولية.
حذار من التراجع امام الاعيب النتن المتوقعة..