قمح العائلة وزؤانها !
خيري منصور
جو 24 : منذ فترة وانا اتردد في طرق هذا الباب، لأنه ذو بعد اجتماعي حساس في مجتمعاتنا، لكن ما يتكرر من النماذج التي اعنيها وما أتاحته لي حياتي ومهنتي من الرصد عن كثب دفعني الى هذه العيّنة من المساحة الصامتة والمسكوت عنها في مجتمعنا .
بدءا لكل عائلة جذر هو السّلف او الجد الاكبر، ولم تصبح اية عائلة في العالم ذات مكانة وجاه الا بفضل السلف الذي كابد وكافح وجعل من اسمه إرثا لاحفاده واحفاد احفاده، وابناء العائلات الكريمة التي اسهمت في الحياة السياسية والتطور الاجتماعي لا وقت لديهم كي يتطفلوا على اجدادهم ويستدينوا من سمعتهم بدلا من تسليف احفادهم سمعة اضافية .
ما رأيته باختصار هو ان ما اسميه بالزؤان العائلي اشخاص كان قدرهم بالولادة فقط ان ينتسبوا لعائلات ذات مكانة، وهؤلاء ليسوا فقط عاطلين عن الحياة بل عن اي نشاط يبرر وجودهم الانساني، لهذا فهم يسيئون الى ذويهم مرّتين مرة لكونهم يقترضون من الماضي حتى يُفقروه، ومرة اخرى لأنهم يتحولون الى عبء على عائلاتهم، فهي مضطرة لتحمل نتائج اخطائهم وحماقاتهم التي غالبا ما يكون دافعها احساسهم واعتقادهم الخاطىء بأنه يحق لهم ما لا يحق لسواهم !
واللافت للانتباه ان العناصر الكريمة والفاعلة في العائلات ذات السمعة يستعيذون بالله من ذكرهم لضمير الانا ولديهم خجل يظهر على وجوههم اذا امتدحهم الاخرون بعكس الفئة الاخرى التي تعيش على الهامش في ظلّ الاخرين، ولدينا في مجتمعنا امثال لا تحصى عن هذه الظاهرة منها ان البطن بستان او ان اصابع اليد ليست ذات طول واحد !
لكن هذه الامثال وغيرها تبقى مجرد مادة خام لعلم الاجتماع الذي نشكو ايضا من بطالته الميدانية لأنه اسير اسوار الجامعات واذا شئت اختصار المسألة كلها فسأقول بلا تردد ان العنصر الكريم في عائلة ذات صيت يحمرّ وجهه اذا ذكر امامه اسم يضع اسم العائلة كالقبعة على رأسه .
اخيرا ما من ظاهرة انسانية الا وتحتاج الى غربال لفرز قمحها من زؤانها !!
الدستور
بدءا لكل عائلة جذر هو السّلف او الجد الاكبر، ولم تصبح اية عائلة في العالم ذات مكانة وجاه الا بفضل السلف الذي كابد وكافح وجعل من اسمه إرثا لاحفاده واحفاد احفاده، وابناء العائلات الكريمة التي اسهمت في الحياة السياسية والتطور الاجتماعي لا وقت لديهم كي يتطفلوا على اجدادهم ويستدينوا من سمعتهم بدلا من تسليف احفادهم سمعة اضافية .
ما رأيته باختصار هو ان ما اسميه بالزؤان العائلي اشخاص كان قدرهم بالولادة فقط ان ينتسبوا لعائلات ذات مكانة، وهؤلاء ليسوا فقط عاطلين عن الحياة بل عن اي نشاط يبرر وجودهم الانساني، لهذا فهم يسيئون الى ذويهم مرّتين مرة لكونهم يقترضون من الماضي حتى يُفقروه، ومرة اخرى لأنهم يتحولون الى عبء على عائلاتهم، فهي مضطرة لتحمل نتائج اخطائهم وحماقاتهم التي غالبا ما يكون دافعها احساسهم واعتقادهم الخاطىء بأنه يحق لهم ما لا يحق لسواهم !
واللافت للانتباه ان العناصر الكريمة والفاعلة في العائلات ذات السمعة يستعيذون بالله من ذكرهم لضمير الانا ولديهم خجل يظهر على وجوههم اذا امتدحهم الاخرون بعكس الفئة الاخرى التي تعيش على الهامش في ظلّ الاخرين، ولدينا في مجتمعنا امثال لا تحصى عن هذه الظاهرة منها ان البطن بستان او ان اصابع اليد ليست ذات طول واحد !
لكن هذه الامثال وغيرها تبقى مجرد مادة خام لعلم الاجتماع الذي نشكو ايضا من بطالته الميدانية لأنه اسير اسوار الجامعات واذا شئت اختصار المسألة كلها فسأقول بلا تردد ان العنصر الكريم في عائلة ذات صيت يحمرّ وجهه اذا ذكر امامه اسم يضع اسم العائلة كالقبعة على رأسه .
اخيرا ما من ظاهرة انسانية الا وتحتاج الى غربال لفرز قمحها من زؤانها !!
الدستور