إحنا بظهرك
أحمد حسن الزعبي
من أكثر العبارات التي تحفزني وتضحكني في نفس الوقت «اكتب وإحنا بظهرك»..»احكي وإحنا بظهرك»..»اسمطهم واحنا بظهرك»...فتشكرهم على الدعم المعنوي ثم تتلمّس ظهرك...في المنخفض الأخير كان يلف شماغاً فوق رأسه من غير عقال ، ويضع فروة قديمة على كتفيه وربطة فجل تحت الفروة الدافئة، سرد لي قصصاً عن الفاسدين والمناصب التي تقلدوها والى أين أوصلوا البلد..فأضفت له على الحقائق بعض الحقائق التي لا يعرفها.. فقال: «اكتب وإحنا بظهرك»...قبل أسبوع أيضاَ خفف «رأس تريلاً» السرعة على مطب وعندما توازينا أطلق «زامور هواء» متواصل كتحية لائقة ثم فتح زجاج سيارته وقال : « عندك اياهم» . سألته على عجل :مين همه؟...قال : هظلاك..قلت له:ابشر! دون ان أعرف مين «هظلاك» ..فردّ علي : ولك «احنا بظهرك» ثم بدل الغيار الثالث وانطلق .. عندما رأيت الثنايا اللامعة من ابتسامته تذكّرته انه صديقي العزيز خلف زميلي في الصف السادس «أ» وشريكي في جدول «التكنيس» ليوم الاحد... أول أمس في الفرن وعلى الطابور ونحن نراقب الأرغفة وهي تنتفخ ثم تنضج ثم تسحبها يد الخبّاز على بسطة التنشيف ..وشوشني أحدهم من الخلف: اسمع أنا متقاعد من «...» بس ورحمة أبوي بس أقرأ لك كأنك بتحك لي ع جربة ..فيكون الرد: بارك الله فيك..ان شاء الله نكون عند حسن الظن..ثم أمسك ذراعي واقال: اسمع اكتب «واحنا بظهرك»...قلت له : انت بظهري ما اختلفنا «بس تلزّش كثير»...
هذه اللقاءات العابرة..هي آمال مقيمة ،تجعلك تبري القلم من جديد ، تكتب وتسدد وتقاوم وتقاتل وتفلت من مصيدة التسلل و تهزّ شباك الخوف ما استطعت اليه سبيلاً، حتى وان كنت تعرف في قرارة نفسك ، انه عند جدّ الجدّ ، لن تجد من يقول «احنا بظهرك» الا شرطي التنفيذ القضائي...
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي