الرفاق حائرون
أحمد حسن الزعبي
نفس الشيء إذا توقّع شخص أن يحصل على «شيك التأمين» جرّاء حادث سير..يقترح أحدهم أن يتم إيداعه في البنك والاستفادة من الفوائد..الثاني: تردش ..حرام، حرام..آخر العمر توكل ربا؟..الثالث: اعمل مشروع زغير فيهم وشغلّهم بالحلال..الرابع: أنا برأيي الشيك كله حرام لأنه تعويض عن قضاء وقدر.. أحدهم يعضّ على طرف شاربه وهو يتكلم: تصدّق فيهم على اليتامى ..الخامس: عموّه..مش سيارتك انشطبت؟ نعم!.. خلص طلع سيارة جديدة فيهم..ويبقى الحوار مفتوحاً على كل الخيارات..والشيك لم يصدر بعد..
***
مؤتمر لندن، مثل «شيك التأمين» أعلاه منذ أن قرر المانحون تخصيص 700 مليون دولار سنويا ولمدة ثلاث سنوات و الحكومة هي الأخرى حائرة ..لا تستطيع أن تقرر ماذا ستفعل وكيف ستفعل بهذا المبلغ.. يرى رئيس الوزراء انه في الوقت الحالي يوجد لدينا 150 ألف لاجئ سوري يعمل في السوق الأردني وبالتالي «حفار دفار».. والمبلغ سيصرف على مشاريع الحكومة وتحسين البنية التحتية في المناطق التي تتواجد بها مخيمات اللاجئين.. بينما يرى فريق ثالث أن الــ700مليون دولار هي تعويض عن خسارة الاستضافة ليس إلا.. ويبقى الرفاق حائرون يتهامسون.. كيف يصرفون المبلغ الذي لم يصل بعد..
حسب معلوماتي وذاكرتي «المهرهرة» أن لدينا مجلس اقتصادي اجتماعي تم تشكيله قبل سبع سنوات لم نر أي مخرج أو حركة أو نفس لهذا المجلس سوى الصورة التي أشرقت في الصباح التالي للتشكيل..طيب لماذا لا تتم إدارة «الملايين القادمة» بالتشاور مع هذا المجلس وغيرهم من اقتصاديين ورجال أعمال لهم بصمات واضحة في نجاح الاستثمار..المعادلة المطلوبة كيف يمكننا أن نشغل الأردنيين والسوريين وينهض الاقتصاد بهما، هذا طبعاً إذا ما وصلت الملايين «بالسلامة» إلى طريقها الصحيح.. الاستثمار الناجح: «رأس مال» + عقول + أيدي عاملة.. وجميعها لدينا الان «المنح العربية والأوروبية» وعقول الأردنيين.. و«مهارة السوريين»، بمعنى آخر؛ الكرة على نقطة الجزاء اما نركلها خارجاً أو في العارضة فترتد إلينا.. واما في الهدف.. والشطارة في هذا الوقت تحديداً أن نخلق من التحدّي فرصة.. لا أن نخلق من الفرصة تحد وارتباك وولولة.. فهل ننجح؟
غطيني يا مهاتير محمد..