زفاف دولي
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : نفدت كل ملطفات الجو بين الزوجين ،وتبخرت كل عبارات المودة والتقريب بينهما ،وفترت مساعي الخير التي حاول فريق من أهله وفريق من أهلها إيصال تيار التعايش الى بيت الزوجية من جديد ، فقد وصل الخلاف الى ذروة القطيعة وصارت أسماؤهما تملأ خانات الشكاوى والمراكز الأمنية و المحاكم..
الجميع كان يشيح بوجهه عن سيناريو الانفصال ،لذا كانت تعطى المشكلة في كل مرة فرصة جديدة علّ العلاقة تنجو من غرق الفراق..في نهاية المطاف اجتهد والد الزوجة أن يستعين بأحد قامات إصلاح ذات البين الذين يملكون خبرة كافية في حل القضايا العالقة والمسائل الشائكة ،علّ الخلاص يكون على يده ،وإكسير المحبّة في مفرداته التي سينطقها أمام الزوجين المختلفين..وبالفعل لبّى أحد المصلحين نداء والد الزوجة، فالمضي قدماً في الخير لا يحتاج إلى كثير من التردد..وأثناء كلامه مع الزوجة من وراء خمار حول ضرورة الصبر على المضرّات والاستمتاع في المسرّات ، وان الزواج عبارة عن سفر طويل كما فيه من المطبّات والحفر ، فيه استراحات وسعادة..ثم سرد لها أكثر من قصّة عن السلف الصالح وكيف كانوا يضربون أروع الأمثلة في الحياة الأسرية السعيدة والإيثار فيها على الذات والصبر على النائبات..وبعد ان أنهى حديثه..قالت الزوجة «الزعلانة» ذات الصوت الحنون في الحرف الواحد وبكلمات متقطعة تدل على الثقة والإصرار :» لو سمحت..يا شيخ..خله يطلقني..أنا..ما أريده»..فامتعض الزوج من طريقة الرفض والإصرار على الانفصال..فأخرج لسانه من فمه مسرعاً وأطلق ثلاث طلقات:»طالق..طالق..طالق»..استقرت جميعها في عقد الزواج فأردته مفسوخاً...
في اليوم التالي أحضر الشخص الذي حاول إصلاحهما ورقة الطلاق ..فطلب والد الزوجة المطلقة من «الرجل الصالح» أن يبحث لها عن عريس كون عدتها منتهية حكماً سيما وأنها في بيت والدها منذ سنة ..فدقّ «واسطة الخير» على صدره وطلب يدها لنفسه على الفور ..وبعد مشورة قصيرة مع الزعلانة..وافقت المطلقّة على «الرجل المصلح» ان يكون زوجها الجديد، فعقدوا القران ورفع «البرقع» عند وجه زوجته الثالثة ..وبهذا؛ يكون قد أتى بنية «الإصلاح» فخرج بعقد «نكاح»...
***
الأمر التراجيكوميدي» يشبه برمته مشكلة العرب مع ايران..فعندما طلبنا من أمريكا أن تلعب دور «المصلح» ..وأن تقنع طهران بضرورة العودة إلى رشدها والتصرف بحسن الجوار مع جيرانها، وتستخدم معها الشدّة واللين لتردعها او تقنعها فالخصومة لا تفيد أحدا ... ذهبت أمريكا ، وعندما رأت تعنّتاً وغروراً تجاه العرب…أعجبت بالصوت الإصلاحي هناك..فعقدت القران عليها..و»رفعت» العقوبات عن وجه حليفتها الجديدة..وبهذا تكون قد تدخلت بنية الاصلاح فخرجت بصفقة «سلاح»..
يا سيدي.. بالرفاء و«اليورانيوم»...
الجميع كان يشيح بوجهه عن سيناريو الانفصال ،لذا كانت تعطى المشكلة في كل مرة فرصة جديدة علّ العلاقة تنجو من غرق الفراق..في نهاية المطاف اجتهد والد الزوجة أن يستعين بأحد قامات إصلاح ذات البين الذين يملكون خبرة كافية في حل القضايا العالقة والمسائل الشائكة ،علّ الخلاص يكون على يده ،وإكسير المحبّة في مفرداته التي سينطقها أمام الزوجين المختلفين..وبالفعل لبّى أحد المصلحين نداء والد الزوجة، فالمضي قدماً في الخير لا يحتاج إلى كثير من التردد..وأثناء كلامه مع الزوجة من وراء خمار حول ضرورة الصبر على المضرّات والاستمتاع في المسرّات ، وان الزواج عبارة عن سفر طويل كما فيه من المطبّات والحفر ، فيه استراحات وسعادة..ثم سرد لها أكثر من قصّة عن السلف الصالح وكيف كانوا يضربون أروع الأمثلة في الحياة الأسرية السعيدة والإيثار فيها على الذات والصبر على النائبات..وبعد ان أنهى حديثه..قالت الزوجة «الزعلانة» ذات الصوت الحنون في الحرف الواحد وبكلمات متقطعة تدل على الثقة والإصرار :» لو سمحت..يا شيخ..خله يطلقني..أنا..ما أريده»..فامتعض الزوج من طريقة الرفض والإصرار على الانفصال..فأخرج لسانه من فمه مسرعاً وأطلق ثلاث طلقات:»طالق..طالق..طالق»..استقرت جميعها في عقد الزواج فأردته مفسوخاً...
في اليوم التالي أحضر الشخص الذي حاول إصلاحهما ورقة الطلاق ..فطلب والد الزوجة المطلقة من «الرجل الصالح» أن يبحث لها عن عريس كون عدتها منتهية حكماً سيما وأنها في بيت والدها منذ سنة ..فدقّ «واسطة الخير» على صدره وطلب يدها لنفسه على الفور ..وبعد مشورة قصيرة مع الزعلانة..وافقت المطلقّة على «الرجل المصلح» ان يكون زوجها الجديد، فعقدوا القران ورفع «البرقع» عند وجه زوجته الثالثة ..وبهذا؛ يكون قد أتى بنية «الإصلاح» فخرج بعقد «نكاح»...
***
الأمر التراجيكوميدي» يشبه برمته مشكلة العرب مع ايران..فعندما طلبنا من أمريكا أن تلعب دور «المصلح» ..وأن تقنع طهران بضرورة العودة إلى رشدها والتصرف بحسن الجوار مع جيرانها، وتستخدم معها الشدّة واللين لتردعها او تقنعها فالخصومة لا تفيد أحدا ... ذهبت أمريكا ، وعندما رأت تعنّتاً وغروراً تجاه العرب…أعجبت بالصوت الإصلاحي هناك..فعقدت القران عليها..و»رفعت» العقوبات عن وجه حليفتها الجديدة..وبهذا تكون قد تدخلت بنية الاصلاح فخرجت بصفقة «سلاح»..
يا سيدي.. بالرفاء و«اليورانيوم»...
الراي