بيان صادر عن المواقع الإلكترونية المستقلة

أصدرت المواقع الالكترونية بيانا يوضح مثالب قانون المطبوعات العرفي الذي أقرته حكومة الطراونة لتكميم الأفواه وفرض صحافة الرأي الوحد، بهدف تزييف الوعي الشعبي وحجب الحقيقة.

واستعرض البيان سلسلة النشاطات والفعاليات التي نفذتها المواقع الالكترونية لمناهضة هذا القانون، انتصارا للحريات العامة ولحرية الصحافة على وجه الخصوص.

وتاليا نص البيان:

أيها الشعب الأردني الحر الأبيّ
أيها الشعب الذي ما رضي بالظلم يوما، ولا طأطأ هامته إلا لله

لقد قامت حكومة فايز الطراونة، غير المأسوف على رحيلها، بوضع تشريع عجيب غريب لتكميم أفواه الإعلام الحر، عبر تشريع قانون للمطبوعات والنشر هدفه منع حرية الرأي والتعبير، وحجب المواقع الإلكترونية والمنابر الإخبارية والإعلامية التي لا تسير وفق هوى الحكومات وأجندة أجهزتها الرسمية.
وفي المقابل، خاضت المواقع الإلكترونية مواجهة ما تزال مستمرة من أجل إسقاط هذا القانون العرفي، حيث نظمت الاعتصامات والمسيرات، ونفذت حملة "العتمة الإلكترونية" فظهر أكثر من ألف موقع على الانترنت في الأردن موشّحا بالسواد احتجاجا على إقرار القانون. كما أعلنت المواقع "العصيان الإلكتروني"، وأبلغت الحكومة السابقة أنها ترفض الترخيص لدى دائرة المطبوعات والنشر التي تحوّلت إلى دائرة رقابية بتوجّهات أمنية لحجب المواقع، ومحاصرة أصوات الحق التي تكشف الفساد، وتحمي الوطن من اللصوص، والمعتدين على المال العام.
كما قامت المواقع الإلكترونية الرافضة لقانون المطبوعات بنصب خيمة اعتصام مفتوح، قرب صحيفة "العرب اليوم" في شارع الصحافة منذ ثلاثين يوما لمناهضة هذا القانون الذي يضع الأردن في قائمة الدول المستبدّة المعادية لحرية الإنترنت.
وفي خيمة الاعتصام جرى إطلاق "التحالف المدني لمناهضة قانون المطبوعات" بمشاركة مئات الشخصيات الوطنية، ومؤسسات المجتمع المدني، وقوى الحراك الشعبي والسياسي. ونحن ماضون في إعداد لائحة دعوى للطعن بدستورية هذا القانون أمام المحكمة الدستورية وفق الإجراءات الرسمية.

إن المواقع الإلكترونية المستقلة التي تصنع الإعلام البديل هي مستقبل الصحافة في العالم المنفتح على آفاق الحداثة والتكنولوجيا المتسارعة التطور، وبالتالي فإن الحرب التي تشنها الحكومات والأجهزة الرسمية على هذا الإعلام، هي حرب عبثية على التطور والحداثة والقرية الكونية التي أصبح منع التواصل من خلالها عصيّا على الحكومات وأجهزة الرقابة مهما بلغت سطوتها.

إننا كمواقع إلكترونية حرة نؤمن بضرورة تنظيم عملنا، وبناء هياكل مؤسسية لذلك، وقدمنا اقتراحات عديدة للجهات الرسمية، ووضعنا مدونة للسلوك المهني للعاملين في المواقع الإلكترونية، ومددنا أيدينا للتعاون، وما نزال، لكنهم أوصدوا الأبواب في وجوهنا، ويريدون فرض وصايتهم على عقولنا وأقلامنا، وتحريكنا بـ"الريموت كونترول"، وهو ما نرفضه وسنبقى نقاومه بلا هوادة.

إننا دعاة معرفة، ورُسل تنوير، وهدفنا البحث عن الحقيقة لوضعها في متناول المواطن الأردني، بعيدا عن التهويل والتجريح، واغتيال الشخصية. وسنبقى على هذا العهد نحمي شرف المهنة من العابثين والذين يريدون سجنها ومحاصرتها وتدجينها.

الثلاثاء 16/10/2012