استغلال مجهولي النسب لتجارب دوائية مقابل حفنة من الدنانير

أمل غباين- كشف الناطق باسم خريجي دور الرعاية علاء الطيبي عن استغلال بعض شركات الأدوية لما يزيد على 30 شخصا من خريجي دور رعاية الايتام من فئة الرعاية اللاحقة.

وبين الطيبي ان معلومات وردته تفيد بوجود عدد من الايتام ومجهولي النسب الذين يتم استخدامهم في المستشفيات كـ"فئران تجارب".

وقال انه بعد تأكده من المعلومات ابلغ الجهات الامنية المعنية التي توجهت على الفور الى احد المستشفيات في تمام الساعة الثانية من فجر السبت لتكتشف صحة هذه المعلومة، حيث تمت مشاهدة بعض افراد هذه الفئة في غرفة تستخدم كمستودع بالمستشفى.

وبعد المداهمة كشف الاطباء عن عقود وقعها افراد تلك الفئة مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 200 الى 300 دينارا.

واكد الطيبي في حديث لـjo24 أنه تم ابلاغه من قبل احد الاطباء في المستشفى ان الأدوية التي يتم تجربتها على بعض افراد هذه الفئة هي أدوية للقلب إضافة إلى نوع جديد من الفياجرا، وهذا ما أكده مصدر مطلع بالمستشفى من خلال اتصال هاتفي معه.

وبين الطيبي انه تم استغلال افراد من تلك الفئة أكثر من مرة لمثل تلك التجارب، حيث بين ان بعضا منهم خضع لتجريب اكثر من دواء عليه وغير مرة.

افراد الأمن العام الذين داهموا المستشفى لم يتمكنوا من عمل اي شيء بعد ان اتضح لهم ان هناك عقودا موقعة بين الطرفين، واشاروا للطيبي ان القضاء هو الفيصل الوحيد في مثل هذه القضايا.

ونوه الطيبي إلى أن الأمر يعدّ استغلالا لفئة ضعيفة في المجتمع، ما يضع علامات استفهام حول مدى اهتمام وزارة التنمية الاجتماعية بهم. وقال:"لسنا فئران تجارب نحن امانة في عنق المجتمع والمسؤولية الاكبر يتحملها وزير التنمية الاجتماعية".

وتساءل عن كيفية قيام هذه الشركات بالوصول الى هذا العدد من الايتام ومجهولي النسب خلال فترة قصيرة مضيفا :"ما الهدف من ان تتم هذه التجارب على مجهولي النسب رغم انني حذرت اكثر من مرة عن عدم معرفة مصير ما يزيد عن 9 من مجهولي النسب الذين ما زلنا والأجهزة الأمنية نجهل مصيرهم".

وزير الصحة عبد اللطيف وريكات أكد في تصريح لـjo24 أن العملية برمتها لا تعد تجارب دوائية بل هي دراسة يقوم بها مركز الدراسات الدوائية "فارما كويست جو".

واشار إلى أن الدواء خاص بمرض الحساسية ومرض المعدة مبينا ان المركز حاصل على الموافقة لإجراء مثل هذه الفحوصات.

وبين ان الدواء قديم وقد مر في مراحل اختبار، الا ان الشركة تريد اعادة تصنيعه تحت مسمى جديد.

وحول الاسماء التي تم تزويد الوزراة بها ممن يتم استخدامهم للتجربة قال وريكات ان بعضها حصل على موافقة وزارة الصحة من خلال اللجنة المؤسسية لمركز الدراسات الدوائية والتي قدم اليها بتاريخ 28- 8- 2012 الا ان باقي الاسماء لا علم للوزارة بها.

واكد الوريكات أن كافة الدراسات تخضع لقانون الدراسات الدوائية والمبني على اعلام هلسنكي لحقوق الانسان.

وقال ان المتطوعين لتلك الفحوصات يحصلون على تأمين على الحياة خلال اعداد الدراسة كما يحصلون على تأمين صحي لاية مضاعفات بسبب استخدام تلك الادوية.

أما نقيب الصيادلة الدكتور محمد عبابنة فقال من ناحيته  لـjo24 ان هذا الامر يعد مخالفا للقوانين الدولية والوطنية والانسانية، مشيرا الى انها تعد من ابشع عمليات الاستغلال وتعتبر اتجار بالبشر.

وتساءل العبابنة عن دور وزارة الصحة التي يجب ان تكون صارمة –حسب قوله- في اتخاذ قرارت تضع حدا لمثل هذه القضايا.

وطالب العبابنة شركات الأدوية بعدم استغلال الفئات المعوزة في المجتمع لتنمي ارباحها على حساب صحتهم وعافيتهم، كما دعا الشباب لعدم الانزلاق لمثل هذه التجارب كونها تؤثر على صحتهم.

الفيديو بعد قليل...