انـ «سحابة» صيف
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : في آخر الصيف، يصبح النهار، غلوة قهوة.. وتصبح الشمس مجرد ابتسامة كونية قصيرة تغوي المتعبين قليلاً ثم تختبئ خلف خمار الليل..
***
آخر الصيف كل شيء ينقضي بسرعة؛ العمل،الحب، وحتى «الرتابة».. باعة الدخان «المُهرّب» في وسط البلد يحملون بضاعتهم على ظهورهم ثم يغادرون إلى زواريب بيوتهم، أصحاب البسطات المزروعة على طريق عمان- جرش، ما ان تسقط الشمس في حِجر الجبل حتى يبدأوا بتقويض هرم الرمان المنصوب فوق «بكماتهم»، بينما يقاوم آخرون الليل بتلويحةٍ ختاميةٍ للقادمين من بطن العتمة علّهم يشترون آخر صندوقي «بيتنجان» ويرتاحون.. كهل يمدّ كيسه جنوباً ويصلي المغرب، بينما قطيع الماعز الذي في عهدته يبحث بنهمٍ عن «اللاشيء»..طفل عائد بحماس الى بيته يضع «فطبوله» تحت إبطه بعد ان أحرز خمسة «جروحٍ» في قدمه وهدفا.. عجوز تضيء «لمبة» عريشتها الطينية التي تحرسها سروة مائلة..وفتاة تفرح كلما طرق الباب سائل أو «تنحنح» ضيف، او سأل عن والدها «مشترٍ» للتراكتر...
في آخر الصيف..أزرّر ملابسي المعتقة بدخان الأراجيل وصوت فيروز والنميمة البيضاء وعرق الحرف عائداً من عمان، انفض ما علق بها من أحلام المراهقين وضحكات الحشاشين، أراجع ما بقي عليّ من مشاريع مؤجلة، ومواعيد لن تتحقق، ومجاملات تلازمني في الضرورة.. ثم أعود إلى بيتي..
في آخر الصيف، اختبئ في غرفة «الحجّة»، أمد ساقيّ على الفرشة المقابلة كبندقتين فارغتين، تتدحرج «تنكة» فارغة من على الدرج بمجرد مرور نسمة هواء يافعة، ويهتز «منقل» الارجيلة المرفوع على جذع الخوخة وحيداً حزيناً وفي جوفه «كمشة» رماد..
في آخر الصيف.. تصبح الساعة التاسعة منتصف الليل عند «أمي»..فتفرك مسبحتها بين يديها..كما يفرك الفلاح سنابل القمح بوجه الريح...ثم تنام بعدها على بيدر من الأذكار والتسابيح.."الراي"
***
آخر الصيف كل شيء ينقضي بسرعة؛ العمل،الحب، وحتى «الرتابة».. باعة الدخان «المُهرّب» في وسط البلد يحملون بضاعتهم على ظهورهم ثم يغادرون إلى زواريب بيوتهم، أصحاب البسطات المزروعة على طريق عمان- جرش، ما ان تسقط الشمس في حِجر الجبل حتى يبدأوا بتقويض هرم الرمان المنصوب فوق «بكماتهم»، بينما يقاوم آخرون الليل بتلويحةٍ ختاميةٍ للقادمين من بطن العتمة علّهم يشترون آخر صندوقي «بيتنجان» ويرتاحون.. كهل يمدّ كيسه جنوباً ويصلي المغرب، بينما قطيع الماعز الذي في عهدته يبحث بنهمٍ عن «اللاشيء»..طفل عائد بحماس الى بيته يضع «فطبوله» تحت إبطه بعد ان أحرز خمسة «جروحٍ» في قدمه وهدفا.. عجوز تضيء «لمبة» عريشتها الطينية التي تحرسها سروة مائلة..وفتاة تفرح كلما طرق الباب سائل أو «تنحنح» ضيف، او سأل عن والدها «مشترٍ» للتراكتر...
في آخر الصيف..أزرّر ملابسي المعتقة بدخان الأراجيل وصوت فيروز والنميمة البيضاء وعرق الحرف عائداً من عمان، انفض ما علق بها من أحلام المراهقين وضحكات الحشاشين، أراجع ما بقي عليّ من مشاريع مؤجلة، ومواعيد لن تتحقق، ومجاملات تلازمني في الضرورة.. ثم أعود إلى بيتي..
في آخر الصيف، اختبئ في غرفة «الحجّة»، أمد ساقيّ على الفرشة المقابلة كبندقتين فارغتين، تتدحرج «تنكة» فارغة من على الدرج بمجرد مرور نسمة هواء يافعة، ويهتز «منقل» الارجيلة المرفوع على جذع الخوخة وحيداً حزيناً وفي جوفه «كمشة» رماد..
في آخر الصيف.. تصبح الساعة التاسعة منتصف الليل عند «أمي»..فتفرك مسبحتها بين يديها..كما يفرك الفلاح سنابل القمح بوجه الريح...ثم تنام بعدها على بيدر من الأذكار والتسابيح.."الراي"