الرئيس الأميركي في كوبا
فهد الفانك
جو 24 : بعد 54 سنة من الحصار الاقتصادي والسياسي الذي فرضته أميركا على كوبا بقصد إسقاط نظامها الشيوعي ، يجد الرئيس الأميركي نفسه يزور كوبا زيارة ودية ويحاول أن يفتح صفحة جديدة في العلاقة بين البلدين.
في النظرية الماركسية أن النظام الاشتراكي أو الشيوعي أرقى من النظام الرأسمالي في سلم التطور البشري ، على الأقل لأن التطبيق الاشتراكي يأتي زمنياً بعد الرأسمالية ، وبالتالي يشكل تجاوزاً لها وارتقاءً إلى المرحلة الأعلى.
هذه الفرضية لم تصمد طويلاً ، صحيح أن عدداً من الأنظمة الرأسمالية تحولت إلى الشيوعية ، ولكن العكس صحيح أيضاً ، لأن معظم ، إن لم يكن جميع الأنظمة الشيوعية ، انتقلت مرة واحدة أو بالتدريج إلى النظام الرأسمالي.
بافتراض أن الاشتراكية هي المرحلة الأعلى التي تلي الرأسمالية بعد أن تستنفد أغراضها ، فقد كان على الرئيس الكوبي الاشتراكي أن يلقي دروساً على الرئيس الأميركي الرأسمالي ، لكن ما حصل هو العكس تماماً.
الرئيس أوباما وجه النصائح والإرشادات إلى الشعب الكوبي: اتركوا الماضي خلفكم ، واعتنقوا الانتخابات الحرة ، والأسواق المفتوحة ، وحقوق الإنسان!.
في مؤتمر صحفي ، ضغط الرئيس الأميركي على نظيره الكوبي ليتقبل أسئلة الصحافة ، فلما وافق بامتعاض ، جاء السؤال الأول عن مصير مئات السجناء السياسيين!!.
خلف أوباما كانت قوى أميركية تنتقد الزيارة بحجة أنها تعطي شرعية لنظام شمولي ، وأن كوبا هي الرابحة من الزيارة ، أما أميركا فلم تكسب شيئاً.
ليس من المؤكد أن أسلوب الحكم السلطوي في كوبا سوف يتغير بعد زيارة أوباما ونصائحه ، ولكن النظام الكوبي لم يعد قادراً بعد الزيارة على تحميل أميركا مسؤولية جميع المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها كوبا.
بهذه المناسبة ، استذكر البعض قيام الرئيس الأميركي الأسبق نكسون بزيارة الصين الشعبية عام 1972 من حيث أنها محاولة استرضاء حكم شمولي ، ولكن الزيارة حققت أهدافها وربما كانت نقطة التحول في تخلي الصين عن الشيوعية ، والتحرك بالاتجاه الرأسمالي ، واتباع سياسة أكثر مرونة على النطاق الدولي. وليس هناك ما يمنع أن يحصل في كوبا ما حصل قبل ذلك في الصين.
يبقى أن عمر فيدل كاسترو 90 عاماً ، وعمر أخيه راؤول كاسترو 85 عامأً ، وبالتالي فالمستقبل قد لا يكون مجرد امتداد للماضي.
إذا لم تستفد كوبا من هذه الزيارة التاريخية فإن سجل الرئيس أوباما استفاد في حكم المؤرخين.
في النظرية الماركسية أن النظام الاشتراكي أو الشيوعي أرقى من النظام الرأسمالي في سلم التطور البشري ، على الأقل لأن التطبيق الاشتراكي يأتي زمنياً بعد الرأسمالية ، وبالتالي يشكل تجاوزاً لها وارتقاءً إلى المرحلة الأعلى.
هذه الفرضية لم تصمد طويلاً ، صحيح أن عدداً من الأنظمة الرأسمالية تحولت إلى الشيوعية ، ولكن العكس صحيح أيضاً ، لأن معظم ، إن لم يكن جميع الأنظمة الشيوعية ، انتقلت مرة واحدة أو بالتدريج إلى النظام الرأسمالي.
بافتراض أن الاشتراكية هي المرحلة الأعلى التي تلي الرأسمالية بعد أن تستنفد أغراضها ، فقد كان على الرئيس الكوبي الاشتراكي أن يلقي دروساً على الرئيس الأميركي الرأسمالي ، لكن ما حصل هو العكس تماماً.
الرئيس أوباما وجه النصائح والإرشادات إلى الشعب الكوبي: اتركوا الماضي خلفكم ، واعتنقوا الانتخابات الحرة ، والأسواق المفتوحة ، وحقوق الإنسان!.
في مؤتمر صحفي ، ضغط الرئيس الأميركي على نظيره الكوبي ليتقبل أسئلة الصحافة ، فلما وافق بامتعاض ، جاء السؤال الأول عن مصير مئات السجناء السياسيين!!.
خلف أوباما كانت قوى أميركية تنتقد الزيارة بحجة أنها تعطي شرعية لنظام شمولي ، وأن كوبا هي الرابحة من الزيارة ، أما أميركا فلم تكسب شيئاً.
ليس من المؤكد أن أسلوب الحكم السلطوي في كوبا سوف يتغير بعد زيارة أوباما ونصائحه ، ولكن النظام الكوبي لم يعد قادراً بعد الزيارة على تحميل أميركا مسؤولية جميع المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها كوبا.
بهذه المناسبة ، استذكر البعض قيام الرئيس الأميركي الأسبق نكسون بزيارة الصين الشعبية عام 1972 من حيث أنها محاولة استرضاء حكم شمولي ، ولكن الزيارة حققت أهدافها وربما كانت نقطة التحول في تخلي الصين عن الشيوعية ، والتحرك بالاتجاه الرأسمالي ، واتباع سياسة أكثر مرونة على النطاق الدولي. وليس هناك ما يمنع أن يحصل في كوبا ما حصل قبل ذلك في الصين.
يبقى أن عمر فيدل كاسترو 90 عاماً ، وعمر أخيه راؤول كاسترو 85 عامأً ، وبالتالي فالمستقبل قد لا يكون مجرد امتداد للماضي.
إذا لم تستفد كوبا من هذه الزيارة التاريخية فإن سجل الرئيس أوباما استفاد في حكم المؤرخين.
الرأي