فوز مسلم بعمدة لندن
فهد الفانك
جو 24 :
صبيحة السبت الماضي 7/ 5/ 2016 أعلنت لجنة فرز الأصوات في انتخابات رئيس بلدية لندن فوز صادق خان ، أول مسلم يشغل هذا المنصب الهام.
كون صادق خان مسلماً (من أصل باكستاني) لم يكن موضوعاً أساسياً بالنسبة للشعب البريطاني فقد تم انتخابه لأنه مرشح حزب العمال في مواجهة مرشح حزب المحافظين ، أي أن الاختيار كان سياسياً وإن لم يخلُ من الاعتبارات الدينية.
صادق خان يصف نفسه بأنه بريطاني مسلم وهو ابن سائق باص ، وكان فوزه مؤشراً على الوحدة والمواطنة أولاً وأخيراً وأن المسلمين في بريطانيا لن يظلوا مواطنين من الدرجة الثانية ، وأنه يمكنهم الوصول إلى أعلى المناصب.
يبلغ عدد سكان لندن 6ر8 مليون نسمة بينهم حوالي مليون مسلم ، وقد حصل خان على 3ر1 مليون صوت تشكل 57% من مجمل الأصوات ، وكات نسبة المشاركة في الانتخابات 6ر45% وهي نسبة عالية تدل على أن المعركة الانتخابية كانت حامية.
كون خان مسلماً كان جزءاً من الحملة الانتخابية فقد حاول خصمه أن يستغل هذه الصفة لتحريض الناخبين ضده ، وقد اتهمه بالتطرف ولكن الاتهام لم يقنع أحداً لأن خان معروف باعتداله ومحاربة التطرف.
يذكر أن منصب عمدة لندن يعتبر ثاني أهم منصب في بريطانيا بعد رئاسة الحكومة ، وأن موازنة بلدية لندن تبلغ 17 مليار جنية استرليني.
خان لم يفز في الانتخابات لأنه مسلم بل بالرغم من أنه مسلم ، فكان فوزه نموذجاً لما يسمى عندنا بالوحدة الوطنية وعدم التمييز بين المواطنين على ضوء أديانهم أو مذاهبهم. كذلك فإن خان لم يفز بأصوات المسلمين الذين شكلت أصواتهم نحو ربع الأصوات التي حصل عليها.
يستحق سلوك خان كرئيس لبلدية لندن الدراسة والمراقبة ، إذ ُيخشى أن يحاول تبرئة نفسه بالضغط على المسلمين ذلك أن من يحجم الجالية الإسلامية في بريطانيا يجب أن يكون مسلماً حتى لا يتهم بالتعصب والاسلاموفوبيا ، تمامأً كما أن من يجرؤ على انتقاد إسرائيل في أميركا يجب أن يكون يهودياً.
في بلد ديمقراطي ونظام حكم علماني يستطيع أن يفوز مواطن مسلم في بلد غير مسلم برئاسة الحكومة المحلية لمدينة لندن بصفته مواطناً في ذلك البلد بصرف النظر عن دينه أو مذهبه.(الرأي)