حسم ستة أيام
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : في إحدى مكتبات اربد العتيقة، دخل الرجل وسأل عن آخر عدد من جريدة إعلانية،فاعتذر له صاحب المكتبة بعدم توفرها ..وقبل ان يغادر انتبه لي فتبادلنا التحية والتعارف..حدثني عن قصته بإسهاب،وعن سبب بحثه عن ذاك العدد من الجريدة تحديداً..
الأستاذ صالح عبيدات معلم جغرافيا - تقاعد مؤخراً- لم يغرم بالخرائط ولا بالحدود بل كان مهووساً بالاختراعات العلمية ...بجهد ذاتي، ومن راتبه الذي كان يتقاضاه من وزارة التربية والتعليم كان يصرف على مشاريعه ويشتري تجهيزاته، آخذا في بيته غرفة صغيرة يعتبرها مختبره المتواضع الذي يقضي به معظم وقته..من اهم اختراعاته ..نظام طبي لمساعدة (المشلول رباعياً وفاقد النطق) التواصل مع الاخرين و التحكم بالأجهزة الكهربائية المنزلية و خدمة نفسه بنفسه..وثمة اختراع آخر عن نظام واقٍ للضوء المزعج المقابل للسائق، واختراع ثالث عبارة عن قمر صناعي منزلي خاص يستشعر سقوط المطر وسطوع الشمس...وغيرها العشرات من الاختراعات الرائدة ..المهم هذا المخترع الأردني بعد ان أمضى أكثر من ربع قرن من الاختراعات، وحصده لجائزة عبد الحميد شومان للمشاريع العلمية سنة 1993،1996،2004،2008..يستذكر بكثير من المرارة حادثة مشاركته باسم الأردن في الكويت 2010.. عندما عاد لبلده بجائزة الميدالية الفضية من معرض الشرق الأوسط للاختراعات للمرة الثانية على التوالي ..اكتشف انه قد تم حسم 92 ديناراً من راتبه بدل ستة أيام غابها بدون عذر رسمي..علماً انه شارك باسم الوطن، ومن جيبه الخاص، ودون دعم من احد..
أ.صالح عبيدات ليس الضحية الأولى في معركة التهميش والتطنيش..فالخبر الذي نشر الاسبوع الماضي عن الطالب في جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد عليان الذي اخترع جهازا لفحص السكري بالزفير عبر الهاتف الخلوي،لم يلق الاهتمام الذي يستحق ولم يفز «بلايك» واحدة، او تعليق اشادة واحد ...بالرغم من انه اختراع عالمي ومهم جدا جدا، ولو يجد ممولاً ابن حلال « لأصبح الأردن «فنلندا» ثانية .....بالمقابل قد تجد خبراً آخر عن بنطلون غادة عبد الرازق أو عن مولود «ميسي» الجديد «تياغو» قد وصل عدد قرائه بالآلاف والمعلقين بالمئات..و»المشيّرين» بالعشرات...فمن أولى بالاهتمام بنطلون غادة...ام اختراع عليان..واختراعات عبيدات؟؟
...اخشى ما أخشاه أن يلقى المخترع الشاب نفس مصير زميله الكهل فإذا كان الثاني قد حُسم من راتبه ستة أيام..من المرشّح ان يحمل محمد عليان 3 مواد ع الفصل الأول..
لكن ومع ذلك، ومهما كانت المحبطات كبيرة ومغرقة، سنظل نفخر بكل اردني يحرق عمره وجهده في سبيل هذه البلد...على الأقل انتم وغيركم من علماء الوطن عزاؤنا في بلدنا ..فكما ان هناك «عقول زغيرة جداً» تتفه النجاح او تحاول النيل منه...هناك «عقول كبيرة وكبيرة جدا» تقفز فوقه عاليا.."الراي"
الأستاذ صالح عبيدات معلم جغرافيا - تقاعد مؤخراً- لم يغرم بالخرائط ولا بالحدود بل كان مهووساً بالاختراعات العلمية ...بجهد ذاتي، ومن راتبه الذي كان يتقاضاه من وزارة التربية والتعليم كان يصرف على مشاريعه ويشتري تجهيزاته، آخذا في بيته غرفة صغيرة يعتبرها مختبره المتواضع الذي يقضي به معظم وقته..من اهم اختراعاته ..نظام طبي لمساعدة (المشلول رباعياً وفاقد النطق) التواصل مع الاخرين و التحكم بالأجهزة الكهربائية المنزلية و خدمة نفسه بنفسه..وثمة اختراع آخر عن نظام واقٍ للضوء المزعج المقابل للسائق، واختراع ثالث عبارة عن قمر صناعي منزلي خاص يستشعر سقوط المطر وسطوع الشمس...وغيرها العشرات من الاختراعات الرائدة ..المهم هذا المخترع الأردني بعد ان أمضى أكثر من ربع قرن من الاختراعات، وحصده لجائزة عبد الحميد شومان للمشاريع العلمية سنة 1993،1996،2004،2008..يستذكر بكثير من المرارة حادثة مشاركته باسم الأردن في الكويت 2010.. عندما عاد لبلده بجائزة الميدالية الفضية من معرض الشرق الأوسط للاختراعات للمرة الثانية على التوالي ..اكتشف انه قد تم حسم 92 ديناراً من راتبه بدل ستة أيام غابها بدون عذر رسمي..علماً انه شارك باسم الوطن، ومن جيبه الخاص، ودون دعم من احد..
أ.صالح عبيدات ليس الضحية الأولى في معركة التهميش والتطنيش..فالخبر الذي نشر الاسبوع الماضي عن الطالب في جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد عليان الذي اخترع جهازا لفحص السكري بالزفير عبر الهاتف الخلوي،لم يلق الاهتمام الذي يستحق ولم يفز «بلايك» واحدة، او تعليق اشادة واحد ...بالرغم من انه اختراع عالمي ومهم جدا جدا، ولو يجد ممولاً ابن حلال « لأصبح الأردن «فنلندا» ثانية .....بالمقابل قد تجد خبراً آخر عن بنطلون غادة عبد الرازق أو عن مولود «ميسي» الجديد «تياغو» قد وصل عدد قرائه بالآلاف والمعلقين بالمئات..و»المشيّرين» بالعشرات...فمن أولى بالاهتمام بنطلون غادة...ام اختراع عليان..واختراعات عبيدات؟؟
...اخشى ما أخشاه أن يلقى المخترع الشاب نفس مصير زميله الكهل فإذا كان الثاني قد حُسم من راتبه ستة أيام..من المرشّح ان يحمل محمد عليان 3 مواد ع الفصل الأول..
لكن ومع ذلك، ومهما كانت المحبطات كبيرة ومغرقة، سنظل نفخر بكل اردني يحرق عمره وجهده في سبيل هذه البلد...على الأقل انتم وغيركم من علماء الوطن عزاؤنا في بلدنا ..فكما ان هناك «عقول زغيرة جداً» تتفه النجاح او تحاول النيل منه...هناك «عقول كبيرة وكبيرة جدا» تقفز فوقه عاليا.."الراي"