"دعم سخي" !!
خاص- واضح ان تصريحات المسؤولين الفلسطينيين باتت مؤخرا تثير حالة من الاستياء، فكأنهم مضطرون للمجاملة والمبالغة والاندلاق رغم ضيق الحال واتساع الرتق على الراتق ..
رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض شكر في حفل توقيع خطة العمل الجديدة لسياسة الجوار الاوروبي -الذي اقيم بمناسبة انتهاء المفاوضات في الربع الاخير من شهر تشرين الثاني- الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين آشتون على دعم الاتحاد الاوروبي السخي للفلسطينيين !
الدعم "الاوروبي السخي" الذي بدأ منذ عام ١٩٩٧ لم يساهم حتى يومنا هذا بتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة ولا ببناء دولة فلسطينية على اساس سيادة القانون واحترام حقوق الانسان ولم يساهم ابدا في دعم الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية وفي غيرها من الاراضي الفلسطينية المحتلة، ولم ينجح هذا الدعم تنمية قطاعات العدالة والشؤون الداخلية والتجارة والطاقة والمياه ..
صحيح ان الاوروبيين ساهموا بشكل كبير في دعم السلطلة الفلسطينية وهذا امر يقدره الفلسطينيون ويثمنونه جيدا، ولكن يجب ان لا ننسى ابدا دعم الاوروبيين كان دعما في الحدود الدنيا ومرتبطا بارادة اسرائيل وتوصياتها لا سيما ان قرار وصول المساعدات والدعم للفلسطينيين ما زال رهنا بارادة الحكومة الاسرائيلية، وهذا امر طالما اثار الكثير من علامات الاستفهام عن علاقة الدعم المرتبط بالارادة الاسرائيلية وتكريس حالة التبعية الاقتصادية للفلسطينيين على النحو الذي يجردهم من قدرتهم على الحركة والتأثير واستراد حقوقهم واراضيهم المحتلة من قبل الاسرائيليين .
اذن كانت التنمية الاقتصادية المستدامة للفلسطينين مطلبا مهما منذ البداية لتحقيق استقلالية القرار الفلسطيني. ولكن يبدو ان الدعم الاوروبي - رغم اهميته - لم يحقق هذه الغاية ولم يدفع باتجاه اقامة الدولة الفلسطينينة القابلة للحياة ولم ينه ويوقف الاعتداءات المستمرة على الاراضي الفلسطينينة من قبل المستوطنين فكيف يمكن ان يوصف بانه دعم سخي وبانه يصب في السعي لجاهزية الدولة الفلسطينية . عن اي دولة يتحدث رئيس الوزراء، ربما كان يقصد تلك الدولة التي تحدث عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ؟
لا مشكلة من الأساس مع ما يقوله فياض فلا اظن ان هناك من يتابع هذه التصريحات ويهتم بها او "يقبضها جد"، ولكنها غيرة مفاهيمية حتى لا يختلط على الناس المفهوم والدلالة لأشكال الدعم وغاياته وأهدافه ...