الألفية الثانية..
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : من يستخدم أقدامه ممحاة للشوك، عليه أن يتوقّف أحياناً، ليطبّب أصابعه الدامية، ينظر خلفه الى المسافات والدروب المقطوعة، يمسح عرقه عن جبينه، ثم يمضي...
منذ ثلاثة عشر عاماً، وأنا أكتب لكم وعنكم..فاسمحوا لي أن أقسم هذا المقال – مثل الرغيف- مناصفة بيني وبينكم لأكتب لي ولكم وعني وعنكم...اسمحوا لي أن أطبب أصابعي الدامية، أنظر خلفي لأرى ما تركت من كلمات و حروف مقطوعة، امسح الحبر عن جبين المقال وأمضي..
المقال الذي بين أيديكم اليوم يحمل الرقم (2000) من بين المقالات المنشورة في زاوية «سواليف» اليومية ..وهناك أكثر من (ستمئة) مقال ممنوع تناوب على منعه خمسة رؤساء تحرير منذ تاريخ انضمامي للصحيفة..في تموز 2003 الى كتابة هذا المقال...
منذ يومي الأول في الرأي الشامخة، وأنا مؤمن برسالتي ، مؤمن بأن هذا الزاوية من الصفحة الأخيرة، ليست ملكي ، وليست قطعة أرض ورثتها عن والدي وعليّ أن استثمرها أو أبيعها أو أغتني من ورائها، هي وطن الفقراء ، هي مساحة محررة من الخطاب الرسمي، هي كوتا الصامتين، المقاومين ،المتعبين، الحالمين ، هي باختصار «اسكوتلندا» الصحافة ، مستقلة فكرياً متحدة اداريا مع «الرأي» العظمى..والوضع مريح للطرفين!.
ألفا مقال، وألفا فكرة ، ألفا حدثٍ، وألفا موقف، وألفا قضية كتبنا عنها ووقفنا في كثير منها على رأس الزوايا الحادة مع إدراكنا من خطورة «الوقفة» ، ألفا مقال ولم نؤجّر مقالاً واحداً بثمن، ولم نستغلّه فرشاة لمسح الجوخ، لم نجامل حكومة، ولم نجيّره في منفعة شخصية، ألفا مقال وما حدنا عن السطر لحظة وما غيّرنا «الخط» أو أبهتناه...ألفا مقال وما زلت أرتجف خوفاً كلما جلست أمام شاشة الكمبيوتر وكأنه مقالي الأول..لأنني احترم ذكاء القارئ وأخاف ألاّ أكون عند حسن ظنه ووعيه، فالكتابة مشي على حبل مشدود..
كان التحدّي منذ يومي الأول في الصحيفة..ألا أعيد نشر مقال نشرته في الرأي سابقاً تحت أي ظرف، وألا أعيد نفس الفكرة وان تكرر الحدث...لذلك عليك ان تبقى متجدداً طازجاً كل يوم حتى لا يملّ القارئ أو تفتر متابعته..ومع الممارسة، والمتابعة، وفك ألغاز التشفير، صار القراء رؤساء تحرير، يراقبون الكلمة والسقف والهفوة والخطأ المطبعي أحيانا..صاروا شركاءنا في الحرف والفكرة والاخفاق والنجاح صاروا نكهة الصحيفة وصوت المطبعة..
ألفا مقال ..وإدارة الرأي تقبلني على «علاّتي» وتتحمّلني، وأقبلها على «علاّتها» وأتحملها، أزعجهم ، أحرجهم، أدخلهم «في الحيط» أحياناً، يتلقون عتاباً ولوماً شديداً بسببي، ومع ذلك يتحمّلون شغبي ومتاعبي ويدفعون ضريبة «التناحة» والخط المستقيم نيابة عني..
الرأي هي سيدة الصحافة الأولى هي قبلتي اليوم وغدا..اختلفنا، احتجبنا، مُنعنا..فنزق الأوراق مجرّد عتاب عشّاق ما يلبث ان يزول.. وكلما تذكّرت ان أصابع وصفي لامست الشعار ذات يوم وانفاسه عطرت الممرات تمنّيت لو أن الورق يحمل الجسد ..لأوصيت ان أدفن في طيّاتها..
شكراً لكل من تابعني منذ البدايات..شكراً لمن تابعني حتى هذا المقال ..شكراً لكل من حاول اقصائي منذ اليوم الأول...شكراً لمن دافع عن بقائي حتى اللحظة.. باق وماض معكم ما دام في العمر بقية..والى ألفية ثالثة...
منذ ثلاثة عشر عاماً، وأنا أكتب لكم وعنكم..فاسمحوا لي أن أقسم هذا المقال – مثل الرغيف- مناصفة بيني وبينكم لأكتب لي ولكم وعني وعنكم...اسمحوا لي أن أطبب أصابعي الدامية، أنظر خلفي لأرى ما تركت من كلمات و حروف مقطوعة، امسح الحبر عن جبين المقال وأمضي..
المقال الذي بين أيديكم اليوم يحمل الرقم (2000) من بين المقالات المنشورة في زاوية «سواليف» اليومية ..وهناك أكثر من (ستمئة) مقال ممنوع تناوب على منعه خمسة رؤساء تحرير منذ تاريخ انضمامي للصحيفة..في تموز 2003 الى كتابة هذا المقال...
منذ يومي الأول في الرأي الشامخة، وأنا مؤمن برسالتي ، مؤمن بأن هذا الزاوية من الصفحة الأخيرة، ليست ملكي ، وليست قطعة أرض ورثتها عن والدي وعليّ أن استثمرها أو أبيعها أو أغتني من ورائها، هي وطن الفقراء ، هي مساحة محررة من الخطاب الرسمي، هي كوتا الصامتين، المقاومين ،المتعبين، الحالمين ، هي باختصار «اسكوتلندا» الصحافة ، مستقلة فكرياً متحدة اداريا مع «الرأي» العظمى..والوضع مريح للطرفين!.
ألفا مقال، وألفا فكرة ، ألفا حدثٍ، وألفا موقف، وألفا قضية كتبنا عنها ووقفنا في كثير منها على رأس الزوايا الحادة مع إدراكنا من خطورة «الوقفة» ، ألفا مقال ولم نؤجّر مقالاً واحداً بثمن، ولم نستغلّه فرشاة لمسح الجوخ، لم نجامل حكومة، ولم نجيّره في منفعة شخصية، ألفا مقال وما حدنا عن السطر لحظة وما غيّرنا «الخط» أو أبهتناه...ألفا مقال وما زلت أرتجف خوفاً كلما جلست أمام شاشة الكمبيوتر وكأنه مقالي الأول..لأنني احترم ذكاء القارئ وأخاف ألاّ أكون عند حسن ظنه ووعيه، فالكتابة مشي على حبل مشدود..
كان التحدّي منذ يومي الأول في الصحيفة..ألا أعيد نشر مقال نشرته في الرأي سابقاً تحت أي ظرف، وألا أعيد نفس الفكرة وان تكرر الحدث...لذلك عليك ان تبقى متجدداً طازجاً كل يوم حتى لا يملّ القارئ أو تفتر متابعته..ومع الممارسة، والمتابعة، وفك ألغاز التشفير، صار القراء رؤساء تحرير، يراقبون الكلمة والسقف والهفوة والخطأ المطبعي أحيانا..صاروا شركاءنا في الحرف والفكرة والاخفاق والنجاح صاروا نكهة الصحيفة وصوت المطبعة..
ألفا مقال ..وإدارة الرأي تقبلني على «علاّتي» وتتحمّلني، وأقبلها على «علاّتها» وأتحملها، أزعجهم ، أحرجهم، أدخلهم «في الحيط» أحياناً، يتلقون عتاباً ولوماً شديداً بسببي، ومع ذلك يتحمّلون شغبي ومتاعبي ويدفعون ضريبة «التناحة» والخط المستقيم نيابة عني..
الرأي هي سيدة الصحافة الأولى هي قبلتي اليوم وغدا..اختلفنا، احتجبنا، مُنعنا..فنزق الأوراق مجرّد عتاب عشّاق ما يلبث ان يزول.. وكلما تذكّرت ان أصابع وصفي لامست الشعار ذات يوم وانفاسه عطرت الممرات تمنّيت لو أن الورق يحمل الجسد ..لأوصيت ان أدفن في طيّاتها..
شكراً لكل من تابعني منذ البدايات..شكراً لمن تابعني حتى هذا المقال ..شكراً لكل من حاول اقصائي منذ اليوم الأول...شكراً لمن دافع عن بقائي حتى اللحظة.. باق وماض معكم ما دام في العمر بقية..والى ألفية ثالثة...