حرب حنين الزعبي !!
خيري منصور
جو 24 :
يبدو ان اسرائيل بعد ان أمِنت جانب اعدائها القدامى واطمأنت الى ان التاريخ قد توقف لصالحها اصابها الذعر من البطالة لهذا لا بد من حرب سابعة لكنها هذه المرة تشن على سيدة فلسطينية عزلاء الا من خطاب الضحية الأبلغ من اي خطاب وما لديها من فائض المناعة والشعور بالاستحقاق هي حنين الزعبي التي قالت بأعلى صوت في الكنيست انها لم تدخل الى هذا المكان لتردد ما يقوله القتلة، وتعصب عينيها واذنيها عن كل ما يجري بدءا من الاحتلال والحصار الذي سيحول غزة الى مكان غير صالح للاقامة البشرية بعد اربعة اعوام وليس انتهاء بما هدرته المصالحة بين انقرة وتل ابيب من دماء ناشطين كانت جريمتهم التي عوقبوا عليها بالاعدام مجرد محاولة انسانية واخلاقية لاختراق الحصار !
المشهد بحد ذاته عندما حاول رجال بحجم الفيلة ونساء لهن مخالب الانقضاض على حنين الزعبي يختصر الدراما كلها، فهذا ما حدث ذات يوم في كفر قاسم التي لم يكن فلاحوها العزل يملكون مضادات طائرات او صواريخ، وعوقب اكثر من خمسين منهم بالقتل بتهمة الخروج اثناء منع التجول .
ان استخدام كل هذا الفائض من ارهاب الدولة والقوة ضد عضو عربي في الكنيست لأنه قرر العصيان على تعاليم القتلة يفتضح حالة الهشاشة والذعر الذي يعيشه الاحتلال، فهو يدرك رغم المكابرة ان المستقبل بالنسبة اليه هو كمين، وان بلاغة الضحية وبسالتها هي التي سوف تنتصر في النهاية، لهذا نشكر ذلك اليهودي الساخط كما يسمي نفسه وهو شلومو رايخ عندما قال ان اسرائيل سوف تركض من نصر الى نصر باتجاه هزيمتها !
الحرب التي شنتها الدولة العبرية تتطلب بالصرورة جنرالا وحاخاما يصفقان لتهديد نتنياهو لحنين بالعقاب، فهل هزل التاريخ الى هذا الحدّ، ام ان العرب انقرضوا رغم وفرتهم الديموغرافية، واصبحت حنين الزعبي هي آخر هدف للخراتيت المحشوة بالايديولوجيا العمياء ؟ انها لحظة فارقة في التاريخ كله لكنها تمزج الضحك بالبكاء بالنسبة للتاريخ العربي !!
(الدستور)