(يا ليل يا عين) مسرحية تعاين اضطراب المجتمع سياسياً واجتماعياً
اختتمت أول من أمس فعاليات مهرجان المسرح الأردني التاسع عشر بعرض مسرحية «ياليل ياعين»، على مسرح هاني صنوبر، من أخرجها خليل نصيرات عن نص لعبد الكريم برشيد.
انكشف المسرح على فضآت تضج بالكتل البصرية القاتمة التي تندفع فيها شخوص تسير على غير هدىً لا تعرف إلى أين تقذفها صيرورتها هذه.
احدى الشخصيات، وضمن مسار من مسارات المسرحية المتعددة، يعتقد الجميع بأنه مجنون، ذلك أنه كان يصرح بأنه لا يعرف شيئا عن نفسه والحياة، وماذا يريد منها، ولكنه بعد لحظات من الحوارات يوصف بأنه حكيم، فكان المتلقي للحظات يعتقد بأن هذا الفضاء الدلالي الرمزي، يشي بأنه مستشفى للأمراض النفسية، لكن في نتاجات مدلولاته، تطرح واقع الحياة الواقعي المضطرب، سياسيا، واجتماعيا، وثقافيا.
المسرحية تدين في رسائلها آليات القمع الفكرية والسياسية وفق شكل هيمنت عليه سياقات صوفية، جاءت موظفة دراميا تارة، وغير موظفة دراميا تارة أخرى، وبخاصة في لوحة الدراويش، التي قدم من خلالها راقص، كان الفعل خارجيا، يدور حول نفسه، بينما الفعل الداخلي كان يغيب.
استفاد المخرج من تحريك المسرح دائريا، بواسطة الروافع الخاصة بذلك، في عدة مشاهد ولوحات، لتحديد مسارات الشخوص فيها بشكل دائري، فكانت تعود بعد ضلالها وهيامها على وجهها، إلى المكان نفسه، وكذلك كانت نهاية المسرحية، حيث تنهي مجموعة من المصلين صلاتهم في مكان بداية الأحداث. الراي