2024-04-24 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عالم «أبو سن»

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : في الأسبوعين الأخيرين تردّد اسمه عليّ أكثر من مرة وأنا أتصفح الأخبار السياسية ومقالات الكتاب ، كان اسمه يشبه المطب على طريق «اوتستراد» هكذا يأتي مفاجئاً وغريباً وغير متوقع، لكني كنت أتابع التصفح دون اهتمام ما بقاء بعض الفضول لقراءة التفاصيل..»القبض على «أبي سن»..»أبو سن يحوّل إلى المحكمة بتهمة الإساءة»..»كريستينا تطالب بالإفراج عن «أبي سن»، «المحكمة تفرج عن أبي سن» «الصحف الأمريكية تتعاطف مع أبي سن»...في البداية اعتقدت أن «الاسم الغريب الذي يحتل «الترند» للتويتر يعود إلى اسم عائلة أو لقب سياسي مهم ..»أبو سن»..يعني :»ابو تريكة»..»أبو قاسم الموصلي»..»أبو حفص الجولاني»...لأكتشف أن أبا سن.. هو «أبو سن» فعلاً وسبب التسمية الذي اشتهر بها ولم ينكرها نتيجة وجود سنّ عريضة تعارض باقي أسنانه وتشبه تماماً الاصطفاف العرضي لسيارة في موقف سيارات طولي ..بدأت أرجع للأخبار ذات الصلة التي تتحدث عن الأخ الفاضل «أبو سن»..لأكتشف انه فتى سعودي مستخدم لمواقع التواصل انشأ حساباً على تطبيق «يو ناو»..وقد كوّن صداقات مع مراهقات أجنبيات بعضهن فاتنات الجمال – وهنا مكمن الحسد الشخصي- مستخدما لغته الانجليزية المعدومة وحركات يديه والإشارة في إيصال فكرته ومشاعره، وبدأ بنشر محادثاته مع صديقته «كريستينا» على اليوتيوب لتحقق هذه المقاطع مشاهدات عالية جداً بسبب «الاستهبال» العفوي الذي كان يمارسه أبو سن مع فاتنة الجمال كريستينا..

لم أعد أستغرب أن تحصل هذه الأخبار وهذه الشخصيات على متابعات عالية وتغطيات صحفية كبيرة فنحن في عالم «أبي سن»...فحيّز الأخبار عن الدم السوري وصراع الفيلة على عشب العروبة والصراع بين «أس300» وطائرات الشبح..لا يلاقي نفس انتشار خبر «واقعة منسف» بين مستخدمة السناب شات وصديقها «الناعم جداً»..أنه عالم «أبو سن» عندما يجمع احدهم حوله الاف المتابعين عن طريق ترويج الصفحات المدفوعة ويطلق على نفسه إعلاميا أو إعلامية رغم انه لا يعرف أن يركب جملة مفيدة واحدة أو يتحدث بقضية عامة ولا يفرق بين اسماء المطربين والسياسيين لا نلوم ..»عاشق كريستينا» على كل هذه الحظوة...

انه عالم «أبو سن» يا أصدقاء..في الطب هناك «أبو سن»؛ الأطباء المخلصون وأصحاب الضمائر الحية لا يعرفهم احد والأطباء التجار هم الذي تتردد أسماؤهم في كل مكان، في عالم الفن هناك «أبو سن» الفنانون المبدعون أصحاب الفن الراقي والأصيل تنساهم أقلام التحرير وكاميرات التصوير وتلهث وراء «نجمات المايوه»...في الصحافة هناك «ابو سن» المخلصون لقضاياهم وأوطانهم مبعدون ومقصون عن المشهد ...والمصفقون الذين يؤجرون أقلامهم بالكلمة يشغلون الصحف والفضائيات...في الرياضة «أبو سن» ،في «الاقتصاد أبو سن»...في «السياسة أبو سن»...في كل مفصل من مفاصل حياتنا دخل «أبو سن»..واخذ مجده!.

ابو سن يصبح نجماً لمَ لا؟!..فالزمن كله «أدرد»...

الراي
تابعو الأردن 24 على google news