مندوب «مبيعات سياسي»
وجه الشبه بين مندوب المبيعات، والمبعوث السياسي ان كليهما يجب ان يعود في نهاية النهار إلى الجهة التي أرسلته ليقدّم تقريره حول جولته الأخيرة؛ ماذا عرض؟ومن اهتم؟ وماذا يتوقع؟ وكم حجم الخصم «السياسي» الذي يقترحه؟ والسخاء في خدمة ما بعد البيع أو «الوساطة»؟ وماذا يخطط لبرنامجه غداً؟..
ولأنني أفتقده منذ أسابيع، فلم يظهر على الإعلام، ولم يضع يديه خلف ظهره كما هي عادته في المؤتمرات الصحفية،ولم يدل بتصريح مثير للجدل، ولم يتقدّم بحل، ولم يبادر بمبادرة ولو بحسم 60% من تكلفة الدم.
ومن باب الفضول، وربما التذكير، وغالباً من باب رفع الوجع الذي يدق شبابيك المواطنين العزل والمسالمين في سوريا..أقول من منكم رأى الأخضر الإبراهيمي الرجاء الاتصال بي للضرورة القصوى أو إرسال «إيميل» على بريدي الاليكتروني المدوّن أدناه..فهناك شعب يسحق كل لحظة، هناك براميل بارود ترمى على بيوت الياسمين..هناك أشلاء أطفال، وأصابع صغيرة، ودمى قطنية تحت الردم والأنقاض...أرجوكم من رأى الأخضر الإبراهيمي فليرسل لي رسالة يطمئنني فيها... بأن «المندوب الأممي» ما زال على قيد الحياء..
أما أنا فسأدفع ما تبقى من راتب هذا الشهر لأضع إعلانا في كبريات الصحف العربية أكتب فيها:
خرج ولم يعد، مندوب الأمم المتحدة السيد «الأخضر الإبراهيمي» من مقر عمله الكائن في نيويورك... مواصفاته كما هي في الصورة، يرتدي جاكيتا أخضر، مقاس 54 وبنطالا أسود ،ونظارة «أنتي ريفلكيشن»، على من يعثر عليه يرجى تسليمه باليد إلى بان كي مون أو إلى إدارات مخيمات اللجوء في تركيا والأردن..
ومن يتستر عليه سوف يعرض نفسه للمساءلة الدولية..
(الرأي )