كيف نعيش؟
قبل أيام هدد مجموعة من المواطنين الحكومة َ، بأنهم سيلجأون إلى سرقة الكهرباء أو الماء في حال تم رفع سعريهما، لأنهم ببساطة قد وصلوا إلى الدرك الأسفل من العوز و لن يستطيعوا أن يدفعوا الأثمان المتورّمة لهاتين السلعتين..
يبدو أن الحكومات الأردنية ومع كل «تصحيح اقتصادي» لا تكتفي بتحويل المواطن الأردني إلى مجرّد «مطالب» لحقوقه على كاونترات البنوك، وصناديق المعونة و»كروت» الشؤون الاجتماعية ..لا بل تدفعه أيضاَ لأن يدوس على آخر حصون مبادئه،وتجبره لأن يسرق،ويدلّس، ويزوّر، ويتحايل، وينحرف، ويغمس لقمته بالحرام حتى يعيش ..ترى كيف يستطيع ان يتدّبر المواطن أمره في مثل هذه الظروف الصعبة وهو يصرف على عائلته، ويصرف على الدولة في آن معاً؟؟؟...
هل يستطيع من في السلطة أن يحكّم ضميره في الناس؟؟ هل يستطيع أن يقنعنا كيف يعيش عشرات بل مئات الألوف من الأردنيين بدخول لا تتجاوز ال220 ديناراً شهرياً...دون شحدة أو اقتراض أو سرقة ؟!
تعالوا نحسبها:
إذا كان اقل إيجار بيت هذه الأيام 100دينار شهريا + ويحتاج يوميا إلى دينارين للتدفئة 2x30 = 60 شهريا+ 20كهرباء +مياه 10 دنانير + مواصلات إلى العمل أو التنقل على الأقل 30 ديناراً+ أكل وشراب ومصروف مدارس 100دينار، المجموع = 320، هذا على فرض ان المواطن الأردني لا يمرض ولا يجدد ملابسه ولا يشارك بمناسبات غيره..
اذن هناك عجز شهري يعاني منه نصف الأردنيين يقدر ب100دينار على الأقل..مما يعني أن خيارات تدبير هذا المبلغ لن تتعدى خيارات (اقتراض، أو سرقة وارتشاء واختلاس أو ....
منذ التاريخ..ومع كل عملية «تصحيح اقتصادي» و المواطن يغرف ليملأ الموازنة وجيوب «سُرّاق الدولة «..فلا الموازنة «انتصبت» ولا الجيوب امتلأت...فإلى متى ؟!!!!.
لا نقول سوى : سحق الله وانتقم من كل من لعب وتلاعب بأموال الوطن، وتاجر بِ .. وعلى كرامة وعيش الأردنيين الطيبين..
(الراي )