الحكومة تفشل اعلامها.. ومدراء اعلام ينتظرون ان يتذكر المومني وجودهم
جو 24 :
كتب محرر الشؤون المحلية- التخبط الذي تعاملت به وسائل الاعلام الرسمية مع العملية الارهابية الجبانة امس كان مؤلما للغاية ،حيث ظل التلفزيون الوطني الرسمي غائبا تماما حتى الساعة الثالثة من بعد الظهر ، وعندما استيقظ من غفوته ،اخذ ينشر العواجل المتأخرة على شكل شريط اخباري في اسفل الشاشة ،مكتفيا ببث الاغاني الوطنية وبعض البرامج التي لا علاقة لها بما يجري من امر جلل ..اما نشرات الاخبار فكان الاداء اكثر سوءا ..
اما وكالة الانباء الاردنية (بترا) فجاء البيان الاول بعد ساعة على الاقل من وقوع الاعتداء الاول على رجال الامن العام البواسل في القطرانة ومركز امن مدينة الكرك ..واستمرت في نشر البيانات الرسمية التي تصل وسائل الاعلام جميعا ،وكانهما (بترا والتلفزيون) بلا ادوات و لا مراسلين ومندوبين في محافظة الكرك ، وكأننا بهما ينتظران ان يلتفت وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني لوجودهما وحاجتهما للمعلومة وحاجة الرأي العام لمصدر رسمي موثوق للاخبار،وذلك وسط فوضى التغطيات التي تنشر الانباء المتضاربة والتي تعتمد على شهود عيان وتسريبات قد تخرج في احيان كثيرة بتغطيات مغلوطة تضلل الرأي العام .
الناطق الرسمي لم ينطق بالامس مكتفيا بتصريح يتيم خرج به بعد ساعات من العمل الاجرامي ،يبدو ان الوزير انشغل في مهام لا تتصل بوظيفته ودوره ،فبدل ان يتواجد بنفسه في هذه المؤسسات ويدير غرف العمليات فيها ،تختار الحكومة والجهات الرسمية الاخرى صيغة الاكتفاء بتسريب المعلومات لواحدة او اثنتين من وسائل الاعلام ،متسببين عن قصد في اضعاف وسائل الاعلام الرسمية ،ومشاركين في جريمة تقوية وسيلة اعلام خاصة على حساب وسائل الاعلام الخاصة الاخرى ،وهذا بعيد تماما عن ابسط قواعد المهنية والحرفية في التعاطي مع وسائل الاعلام الاردنية .
هذه ليست المرة الاولى التي يسقط بها اعلامنا الرسمي في محذور الغياب او التغييب القسري الذي يتحمل مسؤوليته وزير اعلام لم يكن مستعدا ولا جاهزا للتعامل مع حالات الطوارئ التي تتطلب جهوزية وخطط معدة مسبقا للتغطية .
قيادات الاعلام الرسمي ليست مؤهلة، وغير مستعدة للتعامل مع الظروف الاسثنائية،جميعهم يتحملون المسؤولية ،وعليهم ان يفهموا بان صمتهم على هذا التغييب يضعفهم ويضعف مؤسساتهم ويفشلها .
الاعلام هو الرديف الاهم لدور الامن في حالات مشابهة لتلك التي وقعت في الامس ، وهذا امر يجب ان تفهمه دوائر صنع القرار جميعا ،لا مجال للخطأ في قادمات الايام ،لا ان تستعد جميع مؤسساتنا الوطنية للتعامل مع الظروف الاستثنائية ،على كل صحفي واعلامي في المؤسسات الرسمية ان يتوجه الى مركز عمله في حالات الطوارئ ويضطلع بالدور المعد له مسبقا في هذه الحالات،لا ان يتابعوا جميعا الادارات والموظفين الاحداث عبر المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي .
علينا ان نستفيد من تجاربنا واخطائنا،ونعيد النظر في نهجنا وانحيازاتنا ، فكل منا على ثغرة ،وعليه ان يحميها ويبذل جهده ووقته وحياته حتى لا تكون مدخلا للاعداء والمتربصين بهذا البلد الامن بعون الله ..
اما المبالغة في ردود الفعل وبيانات الاستنكار والوقفات المنددة ،فلا اظن انها في محلها ،هي حادثة محدودة النطاق ،ووطنا اكبر واقوى وامتن ،استمرار الحادثة لساعات طوال كان له علاقة ببعد انساني صرف متعلق بقيام الارهابيين الاربعة باحتجاز عدد من الرهائن الذين كانوا سببا في عدم تمكن اجهزتنا الامنية من انهاء الامر في غضون دقائق معدودة. لذلك لا نبالغ في انفعالاتنا فالامر جل محدود..
رحم الله شهداء الواجب وقبلهم في جنات النعيم وصبر اهلهم وذويهم ..وحمى الله اردننا وقواتنا الامنية من كل سوء..