"اللوّيح"
ما يلفت النظر في "الدحّية" هو لزوم وجود شخص أمام الصف المنعقد بانتظام، وهو يتنقل مترنحا وراقصا بحرية من بداية الصف الى نهايته ، وتندرج مهامه الرئيسية وحسب قوانين الرقصة في التلويح بيديه يمنه ويسره والاستعراض بسيف او عصا او ما تطاله يداه في دلالة على احتراف الرقص، بالاضافة الى بعض المهام الفرعية كبعث الحماس في الصفوف من خلال الاستفزازالمباشر للراقصين وشحذ الهمم وزيادة التصفيق والزغردة، وقد يستفزك بنظرة ساهمه إذا سكنت قواك أو زلت قدمك، وهي إشارة ضمنية بضرورة تصحيح حركة يديك أو زيادة الإيقاع أو خفضه .
حركات "اللويح" اذا جاز تسميته بذلك تتغير وفقا لايقاع الغناء وردود فعل الراقصين وسكناتهم ، فرفع اليدين او خفضهما وحركات الرجلين ليست وليدة الصدفة بل تأتي كخبرة متراكمة لا يستهان بها، والملاحظ ايضا أن دور "اللويح" برقصه الانفرادي- وبالرغم مما يبدوعليه من اهمية -الا انه يعتبر مكملا للشكل العام وان غيابه او عدم وجوده لا يفسد الرقصة ولا يقلل من هيبتها .
لا ادري لماذا كلما شاهدت احد خطابات رئيس الوزراء اتذكر منظر "اللوّيح" في رقصة "الدحّية" !
لاحظوا حركات يديه التي لا تنتهي عند الحديث والتي تشي بصلة مشبوهة له بالتلويح، فاذا كان الموضوع متصلا برفع للاسعار فان التلويحة تكون بخمسة اصابع وباستخدام كلتا اليدين، اما اذا كانت الانتخابات هي موضوع الحديث فانه يعمد لاستخدام تلويحة يده اليمنى وكمن يقطع بالسيف، وتكتمل دلائل التلويح عنده في حال التهديد أوالوعيد فهو يفرد اصابع يده الثلاثة ويضم الاخريين على شكل دائرة ملوحا بيده بشكل فعال مع كل كلمة يقولها ، التلويحة الوحيدة التي يستخدم بها اصبع واحد هي عندما يتحدث عن احدى انجازاته او سيرته الشخصية .
مع كل كلمة هنالك تلويحة ومع كل تلويحة هناك رقص منفرد ومع كل انفراد هنالك قرار متسرع واستفزاز للشارع ومع كل استفزاز هنالك تقويض للفرحة وقهر محموم يتزايد باحرف الخاء واللام والصاد.
ترى، الهذا السبب اخفى الرئيس عنا احدى اهم خبراته السابقة..."التلويح" .