jo24_banner
jo24_banner

الحمار يعلو

جو 24 : لم يجد ابو مرزوق افضل من الحمار كشعار لحملته الانتخابية القادمة، أمضى نهاية الاسبوع كله في اختيار هذا الاسم الجنوني كمن يختار اسما لمولوده الجديد، لم يترك احدا بالقرية ولم يسأله عن اسم مقترح للحملة، لكن الاسماء المقترحة لم تقنعه : قمر، غليون، نجمة، دجاجة، مفتاح، مفك، منخل، شمعة، "قنوة" ، ....."حصيني"... ، حتى منصور الاهبل اقترح عليه ان يسميها "معجونه" ، كان الحمار هو الاكثر حظا لدى ابو مرزوق والاقرب لقلبه ، ولخبرته الطويلة مع الحمير وشؤونها فقد استقر به الرأي على هذا الشعار وان يتم اعلانه على الملأ في اجتماع طارىء مع كتلته الانتخابية وان يلصق بجانب كل دعاياته الانتخابيه ومقابلاته المتلفزة.
كان خروجه من السجن بعفو عام ضربة قاسمة لكل اعدائه، اما اسقاط التهم المسندة اليه فقد هزت كل المخاتير في القرى المجاورة: غسيل اموال، استثمار الوظيفة العامة والاثراء بغير وجه حق، كلها ذابت بقرار القاضي، صار صبورا كحمار اخضر تقطعت به السبل ولم يجد له معينا، فلما لا يكون شعاره الان؟ حتى اقرب الناس تشفّوا به ، ودّ لو يستطع الخروج من اول يوم لاقتلاع عيونهم واستلاب اموالهم مرة اخرى، لكن صبره لم يذهب سدى، فقد اعد الخطة وعقد العزم على الترشح والفوز بالانتخابات .
كتلتة الانتخابية التي اعدها بعناية تكونت من خمسة عشر اسما، تعمّد ان يختارهم عن سوء طالع ومن ذوي التعليم المتوسط وممن تنقصهم الكفاءة والخبرة، لا بل ان بعضهم كان من اصحاب السوابق والجنايات الكبرى وأشيع ان احدهم يعاني من مرض نفسي مزمن، لكن... وكما يقول المثل "اللي تعرف ديته ...طخه" : مسلم ابو عيون ، مية الف ، مراد الحقنة ، سبعين الف ، معمر الحراث ، خمسين ، متعب القزعة ، ثلاثين، معيوف الصفاة ، عشرين ، اما باقي الاعضاء فقد قبض كل واحد منهم عشرة الاف دينار لقاء انضمامه لكتلة المختار .
فوزه في الانتخابات يقضي ان تكون "الجيبة عمرانه " وان يتم استغلال كل مناسبة سعيدة او محزنة لإعلان اسمه، وهذا سيكون مكفولا بهدايا تقدم لكل من زار مقره الانتخابي وتوزيع اسطوانات غاز مجانية لاهل القرية بشكل مستمر لغاية يوم الانتخابات، عوضا عن مغلفات النقود التي تعطى لكل من يسلم بطاقته الانتخابية لعصام النمس ، منسق حملتة الانتخابية ، اما المفاجأة التي صعقت الجميع فهي زيارات كبار الوزراء السابقين ورجالات الدولة لمقر ابو مرزوق الانتخابي .
كان اهل القرية ينتقدون المختار في الصباح ويتهمونه باستخدام المال السياسي في حملته الانتخابية، لكن اعينهم كانت تلتقي في المساء بشكل خجول تحت قبة خيمته التي تكتظ بالحضور، وفي نهاية السهرة كانت اياديهم تلتف حول اطباق المناسف التي كان يعدها لهم وبشكل يومي وتنطلق السنتهم بعدها بالدعاء له بالتوفيق.
أما قلوبهم فقد انتفضت في يوم الرابع والعشرين من كانون الثاني عندما انطلقت زغرودة من بيت المختار صاحبها اطلاق كثيف للعيارات النارية مؤشرة بفوزه كمرشح نيابي في المجلس السابع عشر.
خرجوا للشارع المقابل لمقره الانتخابي، انتظروا لساعات عديدة لتقديم التهنئة والتبريك. لكنهم لم يفلحوا بذلك .
وحدها كانت صورة الحمار تعلو امامهم ... صبورا ومبتسما.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير