2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

لا للإصلاح !!

أحمد حسن الزعبي
جو 24 :

وضعنا المالي في البلد..كمن يصاب بــ”خلجة” أو "فتحة” في الظهر..فلا يكتفي بــ”لزقات الكوكس” ولا بدهون الــ”فولترين” بل يذهب إلى مستشفى خاص من باب "المنجقة” والدلال..هناك كلما زادت الفحوصات كلما ارتفعت قيمة الفاتورة ، تصوير طبقي على أخذ خزعات على تحاليل للدم ،على صورة رنين..ثم تجرى له عملية جراحية في العمود الفقري للبحث عن الفتحة، يُستأصل معها "الطحاويش” الفوقية والسفلية ، ويخرج على كرسي متحرّك بشلل نصفي و”الفتحة”بعدها كما كانت..وفوق ذلك يدفع عشرة آلاف دينار أتعاب الأطباء وثمن العلاج الذي لم يعالجه ، لكن للأمانة ومن باب تطييب الخاطر يعطونه باكيت محارم عليه اسم المستشفى كهدية!!..

في عام 2000 كان مجموع ديننا العام 6 مليارات دينار وكانت الدولة تدعم كل شيء ،البترول والكهرباء والطحين والمواد الأساسية وكان لدينا وزارة تموين تراقب الأسعار وتصدر نشرات دورية وتحوّل المخالفين إلى القضاء وتغرّمهم.. كان مفتّش التموين آنذاك أهم من المفتّش على الأسلحة النووية، كل الدكاكين ترتعب وتثبت أسعارها على السلع.. ثم انطلق ماراثون تبديل الحكومات ، و مع كل حكومة جديدة كانت ترفع الدعم شيئاً فشيئاً كان يرتفع الدين معها شيئاً فشيئاً…كل حكومة رشيدة جاءت بمباركة وغادرت بكتاب شكر كانت قد لبّستنا مليار دينار مديونية جديدة وخرجت دون مساءلة ولله الحمد..
في عام 2012 كانت مديونيتنا 12.5 مليار.. فجاءت الحكومة السابقة بعبقريتها التي لا تتكرر ترفع عنواناً كبيراً بضرورة الإصلاح الاقتصادي الشامل للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، فحررت البترول وفرضت عليه ضرائب وصارت أرباحها من البترول اكبر من أرباح الدول المنتجة نفسها ، رفعت أسعار الكهرباء ، رفعت الرسوم الجامعية ومئات الضرائب الجديدة على السلع الأساسية والخدمات الحكومية ، وكان الشعب يئن ويتحمّل لأنه موعود بالإصلاح الاقتصادي والاكتفاء الذاتي وسد العجز ناهيك أن الفائض سنسد فيه دين صندوق النقد (هيك قالوا) ..
مرّت أربع سنوات عجاف "كبيسة” كان رئيس الحكومة السابق يمارس اللعب بالكلمات ويرمي الجزرة للنواب كي لا يسألونه عن نتائج الإصلاح المزعوم..كان يضع خيمة عليه وعلى فريقه الوزاري بحيث لم يترك أي من الجهات الرقابية تقرع الجرس وتقول انتبهوا إن الإصلاح الاقتصادي أكذوبة كبيرة تخرج من تحت "طقم الاسنان” المستعار ، في المحصلة ديننا يرتفع وسفينة الوطن تغرق والرئيس "المصلح” يتنزه في إيلة …
في السنوات الأربعة التي قضاها الرئيس السابق غرقنا بــ14 مليار جديد أي تضاعف ديننا مرة منذ تأسيس الدولة…14 مليار في أربع سنوات تحت شعار الإصلاح الاقتصادي، أخذ عليها وسام وها هو يستجم كل أسبوع في "شاليه ” مختلف ولم يسأله أحد من أين لك هذا؟ ومن أين لنا كل هذا الدمار؟؟؟ ..لذا ، أي واحد رح يقول إصلاح اقتصادي ، سياسي من هون وطالع بدي "العن اللي هه”!!

لا تستخدموا هذا المصطلح..فقد شبعتم إصلاحا ومتنا جوعاً…

وغطيني يا كرمة العلي..



 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير