أيها الرفاق : نحن آسفون!
حسين الرواشدة
جو 24 : لم أكن اعرف -جهلا مني ربما- بأن اخواننا “اليساريين” هم الذين يحركون الشارع، وهم الذين استدركوا في لحظة عاصفة ما تخبئه لنا الاقدار بعد 13 تشرين الماضي فطلبوا من “الحراكات” في الشارع، ان تتوقف على الفور لكيلا يأخذ “الإسلاميون وحلفاؤهم” بلدنا الى الهاوية.
لم أكن اعرف ايضا ان الرفاق وحدهم أو أنهم في “طليعة” الحريصين على سلامة الدولة، على بناء ديمقراطية حديثة “لا تؤول الى ديكتاتورية دينية”، وانهم - بالتالي - هبّوا لمواجهة اطراف هامشية لا علاقة لهم بها، ولا علاقة لها بالميدان والنضال بعد ان تبين ان تلك الاطراف وجدت الفرصة لممارسة الهذيان والمزيدات غير المسؤولة التي تصب في طاحونة “الإخوان” وشركائهم وحلفائهم في الخارج.
يا إلهي، كيف غاب عنا طيلة هذه السنوات ان “المنقذ” بيننا ولا نراه، وان بيده مفتاح “الحل” ثم نبحث عنه لدى الآخرين بلا جدوى؟!
كيف لم ننتبه الى “الشارع” الذي خرج منذ عامين وكان يتحرك بإشارة من “الرفاق” ويتعقل بكلمة واحدة منهم؟!
كيف استغرقنا في “وهم” ثنائية الدولة والإخوان مع ان الثنائية الحقيقية هي الدولة واليسار؟!
كيف تجاهلنا بأن الآخرين يريدون ان يهدموا الدولة، فيما “الحلفاء الجدد” يريدون بناءها؟!
حقاً نحن آسفون لأننا لم نسمع نصائح اخواننا الذين هللوا لنظام الأسد القاتل، ولم نستوعب دروس النضال التي اشهروها باسم الحرية التي تقتل “الناس” لمجرد التذكير بها، والاصلاح الذي لا يتجاوز اعادة تدوير الوجوه مع شرط واحد وهو “الانضمام” الى “الصف” لاقتسام ما يأتي من الغنائم السياسية.
نحن آسفون حقاً لأننا لم نكن نعرف أن الشباب الذين يطالبون بالاصلاح - ما عدا الرفاق - لم يكن هدفهم اقامة “الديمقراطية” واستعادة العدالة بل جرّ البلد الى الفوضى وفتح الحدود امام الارهاب والسلاح (ومن غير النظام السوري مسؤول عن ذلك؟) وتمرير الوطن البديل وتقسيم المجتمع بين وطني مدني واسلامي (تصوّر؟!).
لكننا الآن بفضل “المناضلين الجادين” وطلائع النضال استطعنا ان نفهم “المؤامرة” الكونية التي انتقلت عدواها من سوريا الى بلدنا.. وان نواجهها ايضا، أما كيف فالعرض السياسي جاهز، وهو “نحن البديل”، ان خذلكم الاخوان فراهنوا على “الطلائع” وان خشيتم من “الحراكات” فمفاتيحها بأيدينا، وان اردتم الدليل فأمامكم نماذج من “المناضلين” المجربين الذين ما ان وصلوا الى المسؤولية حتى أصبحوا “ممتثلين” بامتياز.
لا أخفي انني شعرت بالخجل وانا اقرأ مثل هذا الكلام، وكدت انحاز الى الصمت، زاهداً بالرد والحوار، لكنني خشيت ان يصدق البعض مثل هذه “الروايات”، وان يأخذونا بجريرة البحث عن “بديل” الى عناوين خاطئة تفاقم ازمتنا.
وخشيت ايضا ان نقع جميعاً في “فخ” هذه المقولات الاستعلائية التي تكرر منطق: من أنتم؟ فيدفع مجتمعنا ثمن الاستقطاب والانقسام، وتذوب صرخات الاغلبية في زحام اصحاب الصوت العالي الذين لا وزن لهم على الارض.
كان لا بد ان نقول لإخواننا: مهلاً، “إنّا و إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين” وان ندعوهم الى كلمة سواء تدفع عنا جميعاً هذا الاستعلاء، وتجنبنا الاستحواذ، وتريحنا من قهقهة الشيطان.
(الدستور)
لم أكن اعرف ايضا ان الرفاق وحدهم أو أنهم في “طليعة” الحريصين على سلامة الدولة، على بناء ديمقراطية حديثة “لا تؤول الى ديكتاتورية دينية”، وانهم - بالتالي - هبّوا لمواجهة اطراف هامشية لا علاقة لهم بها، ولا علاقة لها بالميدان والنضال بعد ان تبين ان تلك الاطراف وجدت الفرصة لممارسة الهذيان والمزيدات غير المسؤولة التي تصب في طاحونة “الإخوان” وشركائهم وحلفائهم في الخارج.
يا إلهي، كيف غاب عنا طيلة هذه السنوات ان “المنقذ” بيننا ولا نراه، وان بيده مفتاح “الحل” ثم نبحث عنه لدى الآخرين بلا جدوى؟!
كيف لم ننتبه الى “الشارع” الذي خرج منذ عامين وكان يتحرك بإشارة من “الرفاق” ويتعقل بكلمة واحدة منهم؟!
كيف استغرقنا في “وهم” ثنائية الدولة والإخوان مع ان الثنائية الحقيقية هي الدولة واليسار؟!
كيف تجاهلنا بأن الآخرين يريدون ان يهدموا الدولة، فيما “الحلفاء الجدد” يريدون بناءها؟!
حقاً نحن آسفون لأننا لم نسمع نصائح اخواننا الذين هللوا لنظام الأسد القاتل، ولم نستوعب دروس النضال التي اشهروها باسم الحرية التي تقتل “الناس” لمجرد التذكير بها، والاصلاح الذي لا يتجاوز اعادة تدوير الوجوه مع شرط واحد وهو “الانضمام” الى “الصف” لاقتسام ما يأتي من الغنائم السياسية.
نحن آسفون حقاً لأننا لم نكن نعرف أن الشباب الذين يطالبون بالاصلاح - ما عدا الرفاق - لم يكن هدفهم اقامة “الديمقراطية” واستعادة العدالة بل جرّ البلد الى الفوضى وفتح الحدود امام الارهاب والسلاح (ومن غير النظام السوري مسؤول عن ذلك؟) وتمرير الوطن البديل وتقسيم المجتمع بين وطني مدني واسلامي (تصوّر؟!).
لكننا الآن بفضل “المناضلين الجادين” وطلائع النضال استطعنا ان نفهم “المؤامرة” الكونية التي انتقلت عدواها من سوريا الى بلدنا.. وان نواجهها ايضا، أما كيف فالعرض السياسي جاهز، وهو “نحن البديل”، ان خذلكم الاخوان فراهنوا على “الطلائع” وان خشيتم من “الحراكات” فمفاتيحها بأيدينا، وان اردتم الدليل فأمامكم نماذج من “المناضلين” المجربين الذين ما ان وصلوا الى المسؤولية حتى أصبحوا “ممتثلين” بامتياز.
لا أخفي انني شعرت بالخجل وانا اقرأ مثل هذا الكلام، وكدت انحاز الى الصمت، زاهداً بالرد والحوار، لكنني خشيت ان يصدق البعض مثل هذه “الروايات”، وان يأخذونا بجريرة البحث عن “بديل” الى عناوين خاطئة تفاقم ازمتنا.
وخشيت ايضا ان نقع جميعاً في “فخ” هذه المقولات الاستعلائية التي تكرر منطق: من أنتم؟ فيدفع مجتمعنا ثمن الاستقطاب والانقسام، وتذوب صرخات الاغلبية في زحام اصحاب الصوت العالي الذين لا وزن لهم على الارض.
كان لا بد ان نقول لإخواننا: مهلاً، “إنّا و إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين” وان ندعوهم الى كلمة سواء تدفع عنا جميعاً هذا الاستعلاء، وتجنبنا الاستحواذ، وتريحنا من قهقهة الشيطان.
(الدستور)