jo24_banner
jo24_banner

شو عدا ما بدا

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : قبل شهر كانت الحكومة "بتشكي الطفر من أمس العصر" ، وتبرر تحرير الأسعار إلى الوضع المالي الصعب ، وإلى انقطاع المساعدات الخليجية عنا وتراجع الأشقاء عن وعودهم ..وكلما أراد أحدهم ان يُبلعنا "خازوقاً" اقتصادياً جديداً كان يقول لنا : نحن لسنا دولة نفطية..ولا يوجد موارد في الدولة...



هذا الأسبوع تبيّن لنا أننا دولة نفطية " يا فرج الله"، فقد بشّرنا وزير الطاقة – يخليله كناينه- بوجود بشائر خير من حيث استخراج الغاز من منطقة الريشة ، متوقعاً إننا سنقوم بتصدير الغاز "زي اللي عن جد" عام 2020 ونصبح دولة غازيّة بكل معنى الكلمة...طبعاً و للتذكير فقط، قبل سنتين خرج علينا وزير الطاقة آنذاك لا أذكر اسمه - ربما يكون هو نفسه- ليقول بالحرف الواحد: أن التنقيب عن الغاز في منطقة الريشة غير مجد والحديث عن وجود بترول في بئر حمزة –بالمنطقة الشرقية- مجرّد إشاعة ووهم..

العجيب في الموضوع أن وزير الطاقة لم يكتفِ بهذه البشارة، "فــ"فقعنا" بشارة أخرى- بضم الألف- أن الأردن يملك رابع احتياطي في العالم من الصخر الزيتي، فتشير دراسات الوزير إلى وجود أكثر من 70 مليار طن من الصخر الزيتي في الأردن، أي ما يعادل 7 مليارات طن من النفط ،ليكفينا لــ900 سنة قادمة على العايش طبعاً.ثم أظهر الدكتور أحمد الملاعبة دراسة في نفس التوقيت يبين فيها أن هناك مؤشراً قويا على وجود النفط والغاز بحفرة اربد / منطقة أم العرايس ..حتى اسم المنطقة "يفرّح القلب"..



المفاجآت لم تتوقف، هوووب في اليوم التالي الصحافة تكتب: "مليار دولار من الإمارات ستصل الأردن نهاية الشهر الجاري..250منها للموازنة- إن وصلت- و750مليون وديعة في البنك المركزي..طبعاً وابل هذه الأخبار المفرحة التي انهمرت فجأة علينا ، و المواطن زي الأطرش بالزفة...لا يدري كيف يخرج كل هذا النفط والغاز والصخر الزيتي من أفواه مسؤوليه بين ليلة وضحاها، وهم الذين نشّفوا الدنيا وقطعوا يد الوطن وشحدوا عليها منذ أن استلموا مواقع السلطة...

إن صحّت كل هذه الأخبار، سننحّي جانباً الأسئلة التي تتعلّق بصحة هذه البشائر من عدمها ، وعن سبب توقيتها في هذه الأيام تحديداً ، وعن تاريخ استخراج ثرواتنا المؤجلة...مقابل سؤال واحد ويتيم ، لكنه كبير وكبير جداً...كل هذا النفط "المخبأ بقشوره" والمساعدات التي وصلت فجأة إلى الخزينة مقابل ماذا...فقط نريد أن نعرف " ما هو الثمن" الذي دفعناه هذه الأيام ، أو الذي سندفعه في الشهور القادمة..


بالمناسبة ،وأنا أكتب آخر كلمة في المقال "نونست" جرة الغاز التي تغذي "صوبتي"...وها أنا أحضر جاهة مطنطنة لأتوجه إلى مضارب "أم العرايس" علّي أملأها مقدّما من حصتي "بالغاز"، الذي لن أشهده بسبب انشغالي مع الصديقين "ناكر ونكير" بعد عمر قصير...



**

والله يعطينا خير "هالضحك" علينا.



ahmealzoubi@hotmail.com


(منع في الراي)
تابعو الأردن 24 على google news