سلوكنا في المؤتمرات الصحفية
عندما يدعو مسؤول رسمي ممثلي وسائل الإعلام إلى لقاء كما يحدث عادة ، فالمقصود أن يقدم لهم معلومات معينة ويشرح السياسات المطبقة أو المنوي تطبيقها وأسبابها الموجبة ، وذلك لهدفين: أولهما تزويد الصحفيين بالمعلومات وتمكينهم من البناء على الحقائق بدلاً من الإشاعات والتسريبات المغشوشة ، وثانيهما مخاطبة المسؤول للرأي العام من خلال وسائل الإعلام.
لكن بعض الزملاء الصحفيين لا يأخذون بهذه الأهداف ، ويعتقدون أن المسؤول دعاهم ليستمع إلى آرائهم ونصائحهم ، أي انه استدعاهم ليستشيرهم فيما عليه أن يفعل باعتبار أنهم خبراء في السياسة والاقتصاد يجد عندهم الجواب على ما يحيره من قضايا.
ليس كل صحفي جهاز تسجيل ، أو مراسل لنقل الأخبار والآراء دون ان يتدخل فيها ، فمن حقه أن يبدي رأيه وأن ينصح ويحذر ، ولكن عن طريق تعليقاته في وسيلة الإعلام التي يعمل فيها.
من حق الصحفي بل من واجبه أن يطرح على المسؤول أسئلة ذكية حتى لو كانت محرجة ، ولكن ليس من حقه أن يلقي خطاباً لتقييم أقوال المسؤول. أو تأييد أو معارضه ما يقوله. وله أن ينصح ويحذر بمقاله في اليوم التالي ، ولكن ليس من حقه أن يلقي خطاباً مطولاً لتوضيح ما لديه شخصياً من آراء واجتهادات في اللقاء لأن مكانها الصحيح هو رأي أو تحليل ينشره في الأيام التالية.
الصحفيون الذين يلبون دعوة المسؤول ويجيئون إلى اللقاء للاستماع إلى المسؤول وليس إلى بعضهم البعض ، خاصة إذا كان هذا البعض يحمل آراء معروفة سلفاً يكررها يومياً.
الحاضرون في المؤتمر الصحفي صنفان يضم الأول العاملين في صحافة الخبر ، وواجبهم نقل ما جاء على لسان المسؤول بامانه ، ويضم الثاني العاملين في صحافة الرأي ، وواجبهم أن يحللوا ويعلقوا، مع عدم الخلط بين الخبر والرأي ، أو إدراجهما معاً تحت عنوان واحد.
ومن المهم أن لا يضطر المسؤول في اليوم التالي للنشر لإصدار نفي أو تصحيح لبعض ما نشر على لسانه ، مما يكون قد اعتمد على سوء الفهم أو الانحياز المقصود أو غير المقصود.
ويبقى أننا جميعأً بحاجة للتدريب المستمر والإطلاع على أفضل الممارسات الصحفية في البلدان التي قطعت فيها وسائل الإعلام مراحل متقدمة.
(الراي )