jo24_banner
jo24_banner

«دعم القضية»!!

أحمد حسن الزعبي
جو 24 :

لا اخفي عليكم ، منذ أن وقفت أمام المدعي العام قبل عشرة أيام تقريباً على خلفية قضية المطبوعات والنشر .. ومصروفاتي الشخصية قد انخفضت إلى أكثر من النصف..
ما أن أدخل دكانة كرمة العلي لأشتري بعض الأغراض حتى أحظى بتعاطف شديد ممثلاً بدسّ «3 حبات رأس العبد» في كيس المشتريات كهدية للأولاد ..وعند الرفض أو الإصرار على الدفع ، كنت اسمع العبارة التالية من الحجة كرمة : (اذا ما بتخوذهن ببطل أحكي معك..وما بفوتلك دار.. أنت مرفوع عليك قضية والله يساعدك)..
اللحام أيضا صار يقوم بقصّ الجزء الأشهى من «التريبة» أو «الفتيلة» ويطبّشها في الميزان مع سبق الإصرار والترصّد كدعم «لحمستي ولوجستي « من طرفه في موضوع القضية المرفوعة ،وما أن أمد عليه لأدفع فرق «الطباشة» حتى يبادرني بالكلام ( يا عيب العيب..أنت زلمة مرفوع عليك قضية ..وهذا أقل الواجب)..الشيخ نصر صاحب الملبنة قبل يومين خصم لي نصف دينار من ثمن دلو الرايب (دعماً للقضية)..حتى الشاب الذي اشتري منه بنزيناً سعودياً «مهرّباً» على الطريق الرئيس ومنذ ان سمع ان ثمة قضية مرفوعة عليّ من شخصية كبيرة ..صار يبحث عن الجالون المملوء جيداً ويديره في خزان السيارة مع خصم دينار عن باقي الزبائن (دعماً للقضية)...
في المقهى .. الثلاثاء الماضي لم تنجح محاولاتي لدفع حساب أرجيلة «السلّوم» وفنجان القهوة التي تناولتهما ..فأصر صاحب المقهى وحلف بالطلاق إلا يتقاضى مني فلساً واحداً ما دامت القضية مرفوعة..معتبراً ان كل عمليات التنفيخ والشرب والطرقعة ولعب الطرنيب في المقهى تأتي ضمن «دعم القضية»..
أنا مسرور جدا، لأن النفقات انحسرت كثيرا، فلأول مرة منذ ان توظّفت صرت أحس بمعنى «الوفرة» ..كل ذلك طبعاً بسبب التعاطف مع القضية...لذا أنا أبحث ألآن بجدية عن «مشتكٍ»آخر ليرفع عليّ قضية جديدة، علّي أكمل الشهر الحالي على خير دون عجز..
***
يا سلاااام...مجرد عبط «قضية مطبوعات ونشر» أنعمت عليّ بكل هذا الدلال والدعم المادي والمعنوي..بدّي أقول ليش الجماعة «عابطينها» من زمان وغارشين؟؟!!!
(الراي )

تابعو الأردن 24 على google news