jo24_banner
jo24_banner

برنامجنا الانتخابي.. تربية "النياق"

جمعة الوحش
جو 24 :

لك الله أيها الشعب الجريح تحت ضربات قبة برلمانات أضاعت الحقوق، وغفلت وتغافلت عن كل البيوعات وعقد الصكوك ، وأعطت الضوء الأخضر لزمر الفساد والاستبداد، تفعل بك ماتشاء لا تراعي فيك ذمة الأمانة ولا عهداً بمنع خيانة.

أنعى إليك نفسك بنفسي، وانا ارى يافطات مترشحين يتأهبون للانقضاض عليك لأربع سنوات أخرى من الجراحات والآلام .


كتبوا على يافطاتهم أنهم سيحاربون الفساد، ومن كتبها أثرى بملايينه من سرقة البلاد وأخذ الامتيازات بالاتّجار بحقوق البشر تهون عنها الاتّجار بالبشر، وليتربع تحت قبة برلمان ليطوي مرة أخرى آثار ما لم يلحق الرفاق السابقون من طي ملفاته من فساد ، ويفخر بنفسه كنائب "وطن" ، جريح.


وبعضهم يوزع بوسترات مصقولة ثمينة الطباعة ينشر فيها فتوى تحريم شراء الأصوات معتقداً هو ومن أصدر الفتوى أن الياباني والجنوب أفريقي لا يعرف حرمة شراء الأصوات إلا بفتوى من مرجعية دينية !! هذه الفتوى التي تكثر فيها حشر الأدلة بطريقة لا تستطيع إلا أن تقول لمفتيها هداك الله "أيكون المعلوم ضرورة حتى يحتاج هذا التنطع في غير محله" ؟!!


والأغرب من ذلك أن من وزّع هذه الفتوى نعرفه تماماً أنه ممن كان يشتري الأصوات في انتخابات (2010) وبالمناسبة قد رسب في الامتحان أمام الله والبشر.


ولكن من المترشحين من رفع يافطة كتب عليها الفتوى بحرمة شراء الاصوات للانتخابات وقد نجح بعد أن أغدق الأموال في شراء الأصوات وأخرج الحرائر الفقيرات من بيوتهن بعشرين ديناراً للصوت الواحد المجزوء بالأجر الفاني.


ولا يكفي هذا وذاك حتى تتحالف قوى رأس المال مع خبراء السلطة في إدارة الأعمال ، وتدوير ما تبقى من بقية الثروات والأموال ، وتتربع الرؤوس الكبيرة على رؤوس القوائم وتستأجر الذيول التي لاتفوز بالمغانم بالمقدم من المال . وناهيك عن قوائم مدعومة من تحالفات سياسية من السلطة الفلسطينية لكبح جماح مشاركة الأردنيين من أصل فلسطيني في الحراك الإصلاحي .


وتنظر في جميعهم لا أحد يعد جمهوره بإصلاحات دستورية تعيد سلطة الشعب وموارده الضائعة، لأنه يعلم أن فوزه يندر تحت هذا الشعار إن كان أمراً محققاً ، ولم يكتب جميعهم يافطة تحس فيها صدق مخبر، بل جميع يافطاتهم تخبر عما في نفوسهم بشهوة الفوز بالسلطة التشريعية، باعتبارها سلطة يحقق فيها مكانة عليا ومصالح ذاتية لا ترتقي إلى نائب خدمات..!!


وبعد هذا السرد في عجالة القراءة لمشهد المترشحين حتى يأتيك نبأ عظيم بالعنوان الذي وضعناه لمقالنا، وأثناء تجوالي بين أزقة الفقراء من سكان الفيس بوك حتى وقع ناظريّ على فريسة يجرجر عليها شباب وشابات حراكيون، ولأول وهلة اعتقدت ان الحراكيين قد صمموا شخصية وهمية كوميدية فكاهية مترشحة؛ لينالوا من الانتخابات لأنهم مقاطعون .. !! وقلت في نفسي قد فعلها أولاد .. الحراك ...!


وسرعان ما استغفرت الله بعد أن تبين لي حقيقة تلك الشخصية التي تعرض برنامجها الانتخابي مستخفة بهذا الشعب الجريح الذي تم إقصاؤه عن المشاركة بإرادة حرة وقانون انتخابي توافقي يحترم فيه مقام شعب كافح طويلاً وأصبح شبابه من خيرة السفراء في كل أنحاء العالم .


وعلى صفحة على الفيس بوك كتب هذا المترشح تحت صورة له في مزرعة محاطة بسور يعلف فيها "جمال ونوق" في حوض بانيو يعتريه الصدأ ما يعبّر عن جزء من برنامجه الانتخابي، إذ كتب يقول: (تشجيع تربية النياق والجمال)، ولا أدري أي قبة برلمان سيبحث فيها تربية النياق غير ذلك البرلمان الذي تعوّد عليه الأردنيون منذ عقود ..!


ولم يقتصر أمر برنامجه على هذا الحد حتى توسع فيه ليعلّم الشعب الجريح كيف يتغلب على ثقافة العيب فيظهر بصورة وهو يطارد الخراف أو قل: تطاره الخراف بصورة بهلوانية يستخف بها بالشعب، وقد كتب: (القضاء على ثقافة العيب).


ولـ "دعم الزراعة" تظهر صورته خلف مقود جرّار زراعي متهالك سيقود فيها مجلس شعب لأمة غائبة أهلكتها سنون الجفاف السياسي.


ولا يكفي الحراك الشعبي الذي تقاطر على صفحة هذا المترشح الآلاف من أولاد الحراك معلقين ومتهكمين، حتى إذا ما قرأت التعليقات تنتابك نوبة ضحك تدمع منها عيناك، و"تقلب على ظهرك" من غير كرسي يسند قامتك، ولتكون دموع دم حقيقية قادمة بعد أن تلج مئة وخمسون شخصية قاهرة للوطن وللمواطن، هذا نموذج منها بطبيعة الحال!


ويتابع برنامجه تحت شعار كتبه (دعم الشباب والرياضة هدفي) والصورة يحمل فيها أثقالاً تكاد تكسر ظهره، كأثقال تنوء بالأمة عندما غفلت عن حقها لعشرات السنين، أورثتها عجز موازنة ومديونية تلاحق الأجيال بتلك الغفلة التي استخف بها الاستبداد بالحكم المطلق .


وكتب في برنامجه الانتخابي (تشجيع ودعم تربية المواشي) والصورة تظهر له في تلك المزرعة كما الوطن مزرعة للفاسدين، يظهر وهو يمسك بسلسلة مربوطة بلجام لحمار أبيض وبجانبه "كرّ" صغير وخلف الحمار خراف بلدية كالتي لا يعرف المواطن الأردني طعم لحومها منذ سنوات، والتي تسمّن لمناسف الولائم، لكبار المحتفلين بانتصارهم بالفوز على "الشعب الأردني العظيم".


لك الله مرة أخرى أيها الشعب الأردني العظيم على صبرك بلا حدود .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير