jo24_banner
jo24_banner

اعتذار نتياهو .. اهانة لتركيا

جمعة الوحش
جو 24 :

مرت نحو اربع سنوات على اعتداء القوات الاسرائيلية على سفينة مرمرة التركية المتجهة إلى غزة لفك الحصار عنها، وبقتل عدد ممن كان على متنها، واسرائيل تصرّ على عدم الاعتذار وغير مكترثة بحجم تركيا ولا بدورها التاريخي الحليف لأمن اسرائيل، حيث ابقى الكيان الاسرائيلي تركيا، القطب الاكبر في المنطقة، بحالة استجداء لاعتذار يطرد فشل تركيا في اتخاذ موقف شجاع يخالف العقلية السادية الصهيونية في تعذيب اهل غزة المحاصرة فكان الرد بعدم الاعتذار اهانة لتركيا عن اعتراض سفينة تعبر البحر وتأديب مرسلها وان كانت من وجهة نظر انسانية، وبعد أن مضت اربع سنوات على فتور العلاقة التركية مع الكيان الاسرائيلي والتقارب التركي مع شعوب الربيع العربي؛ جاء الاحساس الامريكي وليس الصلف الصهيوني ان الحاجة ماسّة لترتيب أمن "الدولة اليهودية" بعد التغيّرات في المنطقة سيما دور تركيا اذا بقي بعيداً عن اسرائيل "المشروع الغربي" ستكون الاضرار المفتوحة على كل الاحتمالات كبيرة. فكانت مبادرة عودة العلاقات بين "الدولتين الكبريين"، وفق تعبير الرئيس الامريكي القادم لترتيب أمن اسرائيل مع التغيّرات الجديدة في المنطقة وقد اشترك أوباما في المكالمة التي استمرت نصف ساعة بين نتياهو وارودغان وقبول الاخير باسم الشعب التركي الاعتذار.
فكانت الاهانة لتركيا بتقديم الاعتذار وقت الحاجة الملحة لأمن اسرائيل الذي اصبح جزء منه بين يدي ارادة شعبية عربية متحررة قريباً، وتركيا لم تكن بعيدة بعلاقاتها مع تلك الشعوب الثائرة.
مصر الثورة بالنسبة لتركيا اصبحت على قائمة اولوياتها التقارب معها، وسوريا التي شارفت ثورتها على الانتهاء بالاطاحة بنظام آل الاسد الذي كان مصدر استقرار لامن اسرائيل طيلة اربعة عقود، دور تركيا فيه واضح بتسليف الثورة السورية دعماً بمقدار يحفظ الود مستقبلاً، مما يجعل ترتيب العلاقة للنظام السوري ما بعد الاسد مع دول الجوار لا يبتعد الرأي التركي في التأثير فيه كثيراً، فتركيا التي اهينت لأربع سنوات بصلف وعجرفة كيان قزم تعود حليفاً لمجرد اعتذار من المفروض أن يكون استحقاقاً قديماً ويسارع حلف شمال الأطلسي الناتو، عن ارتياحه لاعتذار الحكومة الإسرائيلية لتركيا، اذ ذكر الناطق باسم الحلف أوانا لونجسكو، أن الحلف يشعر بحالة من الارتياح الشديد إزاء اعتذار رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، لنظيره التركي، عن الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية على سفينة "مافي مرمره" في العام 2010، مشيرا إلى أن هذا التطور يعد خطوة إيجابية ستساعد بشكل كبير في الدفع بالاستقرار والحوار الإقليميين"، وبذلك يكون الاستقرار الإقليمي هو أن تركيا ستعمل على عدم اغفال أمن اسرائيل في حوارها مع دول الربيع العربي كي لا تتخذ أي خطوة بمعزل عن هذا الملف.
وأي إهانة أكبر من تلك التي تلقتها تركيا؟ اذ تصفع من كيان لا يستطيع حماية نفسه بنفسه دون سند من دولة اقليمية بحجم تركيا فيقدم ذلك الكيان الهزيل أمنياً اعتذاراً مستحقاً متأخراً مقابل ثمن البقاء آمناً دور تركيا فيه كبير.

تابعو الأردن 24 على google news