الريموت
تقول دراسة حديثة ان متوسط ما يقضيه الانسان للبحث عن «الريموت كنترول» الخاص في التلفزيون يصل الى خمس دقائق ونصف في اليوم، والتي تقدر سنويا بأربع ساعات أو أكثر..وفي حسبة افتراضية على مدى متوسط عمر الانسان ، يكون نسبة ما أضاعه «البني آدم» من عمره في البحث عن «الريموت» يزيد عن أسبوعين..
**
أسبوعان ضائعان من العمر، فقط للبحث عن «ريموت» التلفزيون..فكم ضاع ويضيع من أعمارنا، ونحن نبحث عن «ريموت» الإصلاح..فلم نترك (طاولة) حوار، او (مطبخ) قرار، أو (صالونا) سياسياً، أو (كنبة) سُلطة، أو فرصة (جلوس) أو مسيرة سلمية في الشارع أو يافطة ورقية ترفع فوق الرؤوس ... إلا وبحثنا عنه فيها وعليها ومعها..
**
بصراحة لقد مللنا..فنفس البث، ونفس الوجوه..ونفس الكلام..ونفس التبريرات ونفس التمثيليات السياسية «المدبلجة والمأدلجة»..مللنا الكلام غير المترجم الى الواقعية ..مللنا المسلسل البدوي الطويل المسمى «مجلس النواب» ...الذي لا يمكن ان يظهر فيه ..سوى حمد..وهواش..وعقاب.. وطريجم...ولؤي..وطروش.. فمهما زادت حلقاته أو تغيّرت مسمياته تبقى الوجوه هي نفس الوجوه مع مشاركة ضئيلة لضيوف «حلقات او ضيوف جلسات» ...
مللنا «أفلام الآكشن» المنتجة على الطريقة الأردنية والتي تُسحب علينا..وما يتخللها من موسيقى تصويرية وقطعات شيقة لــ»الميديومات» و»الكلوزات» المتفق عليها حسب الضرورة الفنية- ولأن إنتاجنا دائماً متواضع- فأقل المشاهدين ذكاءً سيكتشف من أول مشهد ..أن المحاكمات التي تجري على الشاشة السياسية هي محاكمات من ورق، والسجن من كرتون، والقضبان من موز.....
لا نريد أن نضيع أعمارنا في البحث عن «ريموت الإصلاح» .. فقط، أخرجوه من «جيوبكم»..رجاءً
(الراي )