2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

آخر أيام المدرسة

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : هل للنهايات رائحة؟؟ أنا أشتم رائحة النهايات، أشتمها حقيقة وليس مجازاً..عندما تفرغ المدارس من آخر امتحاناتها يصبح للمدرسة رائحة مختلفة ،الورق المبعثر في الساحات، الكتب المحروقة خلف السياج، قصاصات الغش المطوية بين قضبان المقاعد الدراسية ، تبدد النظام ، رائحة الصيف التي تحرك الشجيرات القليلة في مدخل المدرسة ، العشب اليابس الذي يشبه الحرف اليابس في سهول الدفاتر ، آخر الكلمات التي كتبت في الدرس الأخير أثناء المراجعة..دفتر تحضير المعلّم وقد امتلأ بالحبر والدروس القديمة ،كسر الطبشور الأبيض المصطفة على ذراع السبورة..وكل شيء..

عندما كانت تدخل المدرسة في أجواء الامتحانات يصيبني اضطراب يشبه الاكتئاب ،لم أكن أحب المدرسة لكني في نفس الوقت لا أحب أن تنتهي ، المشاعرنحوها تجلس في زاوية خاصة لا أستطيع تصنيفها تحت أي شعور ..هي متأرجحة بين الحب والخوف والسعادة تماماً كأي شيء لا تحبه لكنك لا تريده ان ينتهي ، أو لا تحبه وعندما تراه ينتهي ويغادر أو يموت تحزن عليه وتتمنى بقاءه على سوءاته المهم الا ينتهي..

في آخر أيام المدرسة ، أحزن على العلم المرفوع على السارية يرفرف وحيداً وقد غادر الأولاد قاعات الامتحان باكراً ، احزن على رسمات ممزقة كانت مشروع لوحة فنية في حصة الفن المهملة أصلا، أحزن على لعبة لم تكتمل بين طالبين ( x/o) ، وثمة بقايا ساندويتش في الدرج الأخير ربما لم يكمل الطالب وجبته بعد دخول المعلم قبل أسابيع طويلة ، أشتم رائحة الحبر من «أقلام الفولوماستر» على الوسائل التعليمية ، وأحبال الزينة المعلقة في الممرات وعلى أبواب الصفوف الأساسية تعبث بها الريح بصمت مطبق للمكان، أحزن عندما لا أسمع صوت المعلّمين وضجيج الضحك القادم من النوافذ العالية في حصة تفاعلية جميلة..وصوت إغلاق الأبواب من قبل مراسلي المدرسة..أحزن عندما أسمع صوت البوابة الحديدية الكبيرة للمدرسة تطبق معلنة نهاية اليوم الأخير من الامتحانات عند الساعة الحادية عشرة..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير