سوسة..
أحمد حسن الزعبي
فُتحت الشبابيك لتهوية الديوان من الدخان المتصاعد والحديث المتداخل ، تولي أحد الشباب بتشغيل «المكيفات» بريموت واحد والتي تشبه مجلس النواب إلى حدّ كبير... نفخ ابن شقيق النائب «مصطفى فغاغا» بالسماعة وناولها لعمّه.. وبعد «معط» صفير طويل للسماعة وتضخيم ودبدبة عند مرور دفقات هوائية من جوف المتكلّم قال «فغاغا»..
«بسم الله الرحمن الرحيم..والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين..وعلى آله وصحبه أجمعين..الأهل والعشيرة الجيران والقرايب والنسايب الأعزاء..عظام الرقبة.. تاج الرأس..»عقّوفة الخشم»..عصعص العمود الفقري.. مساكم الله بالخير جميعا.. قال الله في كتابه العزيز بعد بسم الله الرحمن الرحيم « ) قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين(...صدق الله العظيم...نعم «إن خير من استأجرت القوي الأمين»..القوة وحدها لا تكفي.. والأمانة وحدها لا تكفي.. لا بدّ لكل من يريد أن يتصدّى للعمل العام ان يكون قوياً وأمينا.. لذا أهلي وعشيرتي وأخوتي... اجتماعنا اليوم على الخير ان شاء الله.. فإنني أناشدكم الدعم والمؤازرة بعد أن ترشّحت لرئاسة البلدية نزولاً عند رغبتكم...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يرفع أبو يحيى يده وأزرار الدشداشة مفتوحة كلها حتى تصل «السرّة» نقل السيجارة من يمينه إلى يساره.. وقال على الميكرفون: الله يمسيكوا بأنوار النبي..»خالي ما إحنا أمسات استأجرناك» هي قصة؟ مالك؟..
- مصطفى فغاغا: وضّح وضّح حجّي مش فاهم..
- أبو يحيى: بدّي أعرف كيف ترشّحت للبلدية وأنت نائب بالبرلمان تبع هسع؟؟..
- الحضور: صح والله.. صح.. إيه والله مهو نائب.. بيصير نائب ورئيس بلدية؟؟ معقول القانون ما بيمانع... طبعا القانون بيمنع..
- مصطفى فغاغا: بالله يا إخوان أنا نائب؟؟
-الحضور: طبعاً نائب.. وحياة الله نائب!!
- أبو يحيى: مالك يا رجل.. مش نجحت وجبت فوق الــ8000 صوت.. يوم طلعنا فاردة من مركز الفرز وجه الصبح... وأخوك كان سايق فيك ومعاه سندويشة مقالي وراح ما يفوت بتنك النضح وهو بيقشر بالسندويشة ما أنا كنت معاكو بالسيارة قاعد من ورا...
مصطفى: صح.. صح.. تذكّرت!!.. الله يلعن الشيطان.. سامحوني يا جماعة.. لأنه زمان ما اجتمعنا بمجلس النواب.. نسيت انّي نائب.. وبتعرفوا الانتخابات سوسة.. كل ما أشوف «فتح باب الترشيح».. بترشّح، نيابة ،بلدية، نادي رياضي، جمعية دفن الموتى أي شي... آسف جدا.. وحقكم ع راسي.. ثم وشوش ابنه قائلا: يابا يا «مطمط» قول لتبع الكنافة يروِّح فيش داعي قبل أكمن شهر أكلوا هوا!