عرس و عرايس "النص الاصلي"
النص الاصلي
من المألوف في عرفنا القروي..اذا حدث عرس في البلد ، وكان أحدنا غير مدعو أو على خلاف مع صاحب العرس..أول شيء يفكّر به هو القيام بعمل مؤجل متواضع الفائدة، في محاولة منه لإشغال نفسه أولاً ، ولترقيع "المزاج" العام..الذي خرقته ونزعته "سمّاعات العرس" ثانياً..
مثلاً اذا بدأت فعاليات الزفاف ورأيت شخصاً من نفس الحي..يقوم بتثبيت "مزراب" مهمل منذ عشرات السنين، فاعرف ان الرجل غير مدعو أو "زعلان" من أصحاب المناسبة...وكذلك إذا لاحظت قيام آخر بنكش كومة"حصمة" قديمة و"ملزقة" قرب "قرنة" الدار..ويُدخل هذا "الكومة" عديمة الفائدة بالعربايات والقفف إلى داخل بيته هو وأولاده..اعرف إن الهدف ليس إدخال "صبّور الحصمة" ولكن للتعبير للآخرين بعدم الاكتراث من "مقاطعة" العرس..واستغلال المشاركة الزائفة بعمل مفيد..
أنا كذلك، سأقوم ما يمليه عليّ عرفي "ألفلاّحي" غدا..مثلاً،سأحاول أن أفك رأس صوبة الكاز، وأزيل الأطراف المحروقة من "الفتلة" وأقوم بتلييف الغطاء والتخلص ما لصق به من "قشر مندلينا محروق" وخبز يابس..و"شقفة بالون" قام بتسييحها احد الأولاد "المسقّعين"..كما سأحاول بعد ذلك قصقصة الأغصان اليابسة من وردة المجنونة التي تغطي خرزة البئر..فقد نتشت لي "بلوزة "صوف قبل سنتين..وشخطت بنطالي في المنخفض الأخير...ولأنه لا تعنيني "فاردات" المرشحين، ولا زوامير القلابات، وتنكات المي، والتريلات، ولا أم العروس (لجان المؤازرة) الفاضية المشتغلة..ولا "صالون" التجميل الإعلامي الذي اختاره ليبيض صورته ، ولأنني غير مقتنع بالمأذون من أصله..فلن أكون مكترثاً بتصرفات العريس ولا "نقوط" الأصوات التي سيحصل عليها قبل "دخلته" على المجلس بساعات...
لا بل ومن باب، إشغال النفس بشيء مفيد ، و"ترقيع المزاج" العام، سأشعل منقل الفحم في قاع الدار ..واختار منه جمرتين أو ثلاثة لتغذي رأس أرجيلة "السلّوم".. ثم أقوم بشوي "عرايس اللحمة" لي و"للقواريط"..
وبهذا أكون قد تعاملت مع الموقف بما يرضي مزاجي الفلاّحي تماماً: هم يهلكون لينجحوا العرس..وأنا ع المستريح اظفر بالعرايس..."سواليف"
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com