الهيدروجينية

جو 24 :   تعرفون تلك القصة القدیمة التي تتحدث عن جارین أحدھما یسكن في الطابق العلوي والآخر في الطابق السفلي.. حیث كان وصول الجار الأول مع موعد نوم الجار الذي تحتھ مباشرة، وكانت واحدة من عادات الجار العلوي إذا ما خلع الفردة الأولى یضربھا بالأرض فیصحو الجار الذي تحتھ ثم یلحق الفردة الثانیة بالأولى بنفس البطش.. بعد ذلك یس ّوي كل منھما وسادتھ وینام.. صار موعد النوم الیومي مربوطا برمي فردتي الحذاء وكأنھا علامة النوم الفارقة.. ذات لیلة سمع الجار صوت ارتطام الفردة الأولى بالأرض وانتظر حتى یقذف جاره بشارة الفردة الأخرى ع ّل الجار الثانیة، مرة دقیقة دقیقتان نصف ساعة ساعة، ولم یرمھا كما توقّع.. وكلما غالبھ النعاس فرك عینیھ منتظراً العلوي یفعلھا.. أخیرا صعد الدرج وطرق باب جاره وما ان فتح الآخر الباب حتى قال لھ: (خیّوه مط ّول تاترمي الصرمایة الثانیة فطست ..(من النعس تعّودنا على تھدیدات الأخ «كم جونغ أون» زعیم كوریا الشمالیة باستخدام القنبلة النوویة تارة والھیدروجینة تارة أخرى ضد الولایات تشعر أن ھذا العاقل قد یفعلھا بأي وقت، ثم تم ّر فترة من السكون لا أدري ما الذي یبّدده فتبدأ الحرب الكلامیة المتح ّركة وحلفائھا.. أحیاناً والتھدیدات من جدید.. كل یوم یل ّوح برد حازم، ثم یجري تجربة بإطلاق صاروخ ویجبر شعبھ على الاحتفال بنجاح التجربة، لكنھ لا یستخدمھا ونحن مثل الجار في الطابق السفلي نخشى الحرب ویغالبنا نعاس الاستقرار .. نفسي أقول للزعیم الكوري.. «مط ّول خیوه تا .. فالمشاریع المؤجلة، قمنا بتأجیلھا لقلة الحیلة لا بسبب الخوف من المستقبل، حتى ترمي ھالصرمایة..» لأنھا بصراحة لم تعد تفرق كثیراً الأحلام لم نعد نحلمھا- أقصد الأحلام بمعناھا الحقیقي لا بمعناھا المجازي الرومنسي- أضع رأسي على المخدة وأصحو.. وشریط الأحلام فارغ تماماً مثل كلام حكوماتنا... الضرائب بازدیاد، التضخم بتو ّرم، النمو بتق ّزم، البطالة بتمدد، الفساد بتعافي وسمنة.. لا شيء یدعو ..للخوف على الحیاة بر ّمتھا.. حتى الطعام صرنا نأكلھ بلا نفس أو شھیة ..«فـ.. لو سمحت یا أخ «كیم جونغ» أقعم ھالھیدروحینیة وو ّرھا على طول ایدك.. خلنا نرتاح » !!وجیرة الله غیر تعطینا یوم