سامي..بعينيك أبكيك
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : اعرف أنك لا تحب المراثي..ولا تطيق الحرف المتّشح بالسواد، وأعرف ان الكلمات لا تغريك مهما ظفرت بالبلاغة أو عُمّدت بدموع الحزن..لكنّك أوجعتني يا صديق..أوجعتني جداً، وجدّاً وجدّاً ..
دلّني كيف أخاطبك الآن..وأنا لم اعتد عليك إلا أمام عيني..وصوتك المتمهّل كفرس متعبة يفتتح المكالمة معي بعبارة «كيفك يا رفيق»!!..
دلّني..لمن أشكو «منع مقالاتي» بعد اليوم، ولمن أُصدّر أحدث «النكات» ولمن أبوح «بعتبي» على الوسط الصحفي بالمجمل؟ مع من سأمارس «النميمة» المهنية البريئة؟ ..ومع من سأتقاسم مائدة الهمّ الوطني كما كنّا نفعل في كل محادثة؟؟؟..
اسمع يا سامي ..اعرف أنك مذهول من رحيلك مثلنا تماماً، ومستغرب من هذه الطريقة القاسية والمتعجلّة، فأنت لم تنه مشاريعك بعد، وما زال غبار الوغى يحجّل قدميك ، لكن هو قدر الله ولا اعتراض على قدره ..
لكن دعني أكبر فيك قتالك من اجل الإصلاح حتى آخر دقيقةٍ من حياتك ،ودعني أكبر فيك حبّك للوطن على طريقتك البدوية النبيلة، دعني أعترف لك أني شعرت في السنتين الأخيرتين انك أكثر قرباً إلى قلبي ، سيما بعد ان كفرت بكل موازين القوى والتحالفات ، وتحالفت مع الوطن لأجل الوطن...
**
صحيح قبل أن أنسى..من قلبي سامحتك، قسماً بالله سامحتك..عندما أخبرتني بالقصة الطريفة التي رويتها لي ضاحكاً وطلبت مني ان اغفر لك ..الا تذكرها؟؟...قصة تلك الفتاة التي راسلتك على «صفحتك» منذ شهور ، و أثناء حديثكما سألتك عنّي..فقلت لها «بنغاشة» منقطعة النظير : ( احمد حسن الزعبي ختيار عمره 80 سنة، ويعاني من ديسك وروماتيزم و ضغط وسكري وبروستاتا.. لكي لا تفقد واحدة من معجبيك الكثر، لصالحي ) طبعاً الرواية على ذمتك و حسب ادعائك...
سامي ايها الحبيب..رقمك ما زال على هاتفي ..وحسابك على «الفيسبوك» ما زال مشرعاً لصداقاتنا ،وسأصبّح عليك كل يوم على طريقتي كما كنت افعل، وسأبعث لك رسائل على «الخاص» لتقراها ... فأنت أكبر من الموت بكثير يا «رفيق»، وأوضح من الغياب بكثير يا عميق... قد يكون الموت قد حسم صراعه معك في جولة الحياة..لكنه لن يحسم الصراع معنا في ذكراك ابداً...
سامي ايها الصديق..مذ عرفتك ،وأنا أعرف انك أبا مختلفاًً...وإنسانا رقيقاً..وصديقاً وفياً ، ورجلاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من فروسية...ولأنك كذلك ..فقد آثرت الرحيل بأطفالك وشريكة عمرك ..لا لشيء، لكن لكي لا تترك ايّاً منهم يعاني لوعة غيابك..أو يقارع الحياة المليئة بالأوجاع والقسوة مثلما نحن الان...من اجل هذا فقط، غادرتنا بهم...وفضّلت أن يبقوا بين ذراعيك حتى في الرحيل الأخير..
**
أخيرا..سامحني على ارتباكي في الكتابة اليك، سامحني ان بدت تعابيري ضعيفة وأفكاري مقطوعة في أكثر من عبارة ...فأنا أكتب بحزني وأنت تقرأ باستعجال...
سامي..بعينيك ابكيك..
سامي أيها «الرقيق»..أوجعتني يا «رفيق» .. الراي
دلّني كيف أخاطبك الآن..وأنا لم اعتد عليك إلا أمام عيني..وصوتك المتمهّل كفرس متعبة يفتتح المكالمة معي بعبارة «كيفك يا رفيق»!!..
دلّني..لمن أشكو «منع مقالاتي» بعد اليوم، ولمن أُصدّر أحدث «النكات» ولمن أبوح «بعتبي» على الوسط الصحفي بالمجمل؟ مع من سأمارس «النميمة» المهنية البريئة؟ ..ومع من سأتقاسم مائدة الهمّ الوطني كما كنّا نفعل في كل محادثة؟؟؟..
اسمع يا سامي ..اعرف أنك مذهول من رحيلك مثلنا تماماً، ومستغرب من هذه الطريقة القاسية والمتعجلّة، فأنت لم تنه مشاريعك بعد، وما زال غبار الوغى يحجّل قدميك ، لكن هو قدر الله ولا اعتراض على قدره ..
لكن دعني أكبر فيك قتالك من اجل الإصلاح حتى آخر دقيقةٍ من حياتك ،ودعني أكبر فيك حبّك للوطن على طريقتك البدوية النبيلة، دعني أعترف لك أني شعرت في السنتين الأخيرتين انك أكثر قرباً إلى قلبي ، سيما بعد ان كفرت بكل موازين القوى والتحالفات ، وتحالفت مع الوطن لأجل الوطن...
**
صحيح قبل أن أنسى..من قلبي سامحتك، قسماً بالله سامحتك..عندما أخبرتني بالقصة الطريفة التي رويتها لي ضاحكاً وطلبت مني ان اغفر لك ..الا تذكرها؟؟...قصة تلك الفتاة التي راسلتك على «صفحتك» منذ شهور ، و أثناء حديثكما سألتك عنّي..فقلت لها «بنغاشة» منقطعة النظير : ( احمد حسن الزعبي ختيار عمره 80 سنة، ويعاني من ديسك وروماتيزم و ضغط وسكري وبروستاتا.. لكي لا تفقد واحدة من معجبيك الكثر، لصالحي ) طبعاً الرواية على ذمتك و حسب ادعائك...
سامي ايها الحبيب..رقمك ما زال على هاتفي ..وحسابك على «الفيسبوك» ما زال مشرعاً لصداقاتنا ،وسأصبّح عليك كل يوم على طريقتي كما كنت افعل، وسأبعث لك رسائل على «الخاص» لتقراها ... فأنت أكبر من الموت بكثير يا «رفيق»، وأوضح من الغياب بكثير يا عميق... قد يكون الموت قد حسم صراعه معك في جولة الحياة..لكنه لن يحسم الصراع معنا في ذكراك ابداً...
سامي ايها الصديق..مذ عرفتك ،وأنا أعرف انك أبا مختلفاًً...وإنسانا رقيقاً..وصديقاً وفياً ، ورجلاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من فروسية...ولأنك كذلك ..فقد آثرت الرحيل بأطفالك وشريكة عمرك ..لا لشيء، لكن لكي لا تترك ايّاً منهم يعاني لوعة غيابك..أو يقارع الحياة المليئة بالأوجاع والقسوة مثلما نحن الان...من اجل هذا فقط، غادرتنا بهم...وفضّلت أن يبقوا بين ذراعيك حتى في الرحيل الأخير..
**
أخيرا..سامحني على ارتباكي في الكتابة اليك، سامحني ان بدت تعابيري ضعيفة وأفكاري مقطوعة في أكثر من عبارة ...فأنا أكتب بحزني وأنت تقرأ باستعجال...
سامي..بعينيك ابكيك..
سامي أيها «الرقيق»..أوجعتني يا «رفيق» .. الراي