لم ينجح أحد
أحمد حسن الزعبي
وكانت تشتعل المبارزة،فور بدء ختيار «قليل خواص» بتحدي الآخر..»أني اقوى منك يا شايب» ..فيرد الآخر المتكئ على مركى مقابل: «فشرت»..ثم يستند الأول ويتحداه بعبارة «تقوم تباطح»..ثم يبدآن بالمصارعة الشرعية وهما يرتديان الدشاديش و»الابطيات»..
ذات مرّة اتفق رجلان على «المباطحة» أمام جموع الحاضرين في المضافة، وقاما بتحكيم رجل فاضل معروف عنه النزاهة والحيادية والحكمة ليعلن الفائز في نهاية الجولة، المهم وقف الرجلان بتكافؤ، اقتربا من بعضهما بعضاً..ثم بدءا يدوران حول انفسهما كما تفعل الديوك، وفجأة مسك الأول بذراعي الآخر حاول أن يسقطه من الدقيقة الأولى، استعاد الثاني توازنه وحاول أن يظفر بخصمه وبعد فقرة طويلة من التمايل و»الروجحة» وفقدان التوازن..والتعرّق... هوووب رَدَسَ «الختيار» قليل المروّة على الأرض..فأسرع الثاني لتثبيته على الحصيرة وكسب الجولة، وبسبب استعجال «الفائز» بتثبيت الخاسر وكسب الجولة بأسرع وقت ممكن، خرج منه «صوتاً معيباً « سمعه الحكم لقرب المسافة..الأمر الذي انتقص من فرحة الفائز كثيراً وجعل «حيله يبرد» ويقوم عن بطن الخاسر وهو ممتقع الوجه..ثم جلس على فرشة قريبة سائلاً الحكم بحنكٍ رخو وعينه في الارض: (ها أبو فلان..مين فاز؟؟).. نظر الحكم إليهما باستخفاف ثم قال : بدكو الصحيح الاثنين خسرانين!!.
***
بصراحة..انتخاباتنا مثل «مباطحتنا»..بعد تحضير وتحد و»روجحة» طويلة...اكتشفنا ان «الخسارة كانت من نصيب جميع الأطراف»..فالفائز لم يشعر «بحلاوة» فوزه..والخاسر يكفيه «بطحته» أمام الناس..واما جموع الحاضرين فلم ينالهم الا سماع «الصوت»..الراي